تدمر
مدينة في الصحراء (2 أخ 8: 4) وهي قديمة جدا، وكانت من أجمل مدن العالم حصنها سليمان الحكيم لضبط طرق القوافل المارة بها. وفي 1 مل 9: 18 ورد الاسم في النص العبري بصورة [تامار] وفي الهامش بصورة تدمر وهي واقعة على بعد 140 ميلا من الشمال الشرقي من دمشق و120 ميلا من الفرات وهي خربة الآن تمتد نحو ميل ونصف .وهي واحة يحيط بها القفر من كل الجهات فيفصلها عن المعمورة من الأرض حواليها، ومن سنة 251 م .إلى 273 م. كانت تدمر مستقلة جزئيا ثم بعد وقت استقلت استقلالا تاما .ولما تغلب عليها أسكندر أطلق عليها اسم [بالميرا] أي مدينة النخل وذلك لما كان يكتنفها من غابات النخل العظيمة .وأطلال هذه المدينة اليوم تستحق النظر والتأمل لما هي عليه من العظمة والجمال ولما فيها من الآثار القديمة والأعمدة .ويخترق المدينة شرقا وغربا صف من الأعمدة ويقاطع هذا الصف صف آخر .وأكثر هذه الأعمدة قائمة إلى الآن ولم يزل كثير من أعتابها كما كان أولا وعند طرف أطول الصفين قوس مبنية من الحجارة المنقوشة، وعند ملتقاهما أربعة أعمدة من الصخر، اثنان منهما قائمان واثنان ساقطان. وفيها عدا هذين الصفين أعمدة كثيرة وآثار هياكل وقبور مزخرفة وهيكل الشمس العظيم .وقرية تدمر الحديثة داخل أسوار هذا الهيكل وآثارها لا يضاهيها في الرونق والاتساع في كل سورية إلا بعلبك .ومياهها غزيرة تجري من تحتها في أقنية قديمة وأعظم ينابيعها يجري في قناة طبيعية تحت الجبل جنوبي المدينة .ودرجة حرارة مائها الكبريتي 88 درجة ف .أما القبور فأكثرها خارج المدينة وهي غاية في الإتقان بعضها محفور في الصخر تحت الأرض وبعضها مبني على هيئة أبراج .وكانت المدينة ملآنة بالتماثيل المنحوتة ونواويس فيها مومياء شبيهة بما في قبور مصر .ونظرا لموقع هذه المدينة الكائن بين سورية وما بين النهرين يزعم بأنها كانت ذات أهمية تجارية قبل زمن سليمان وأن سليمان استخدمها لمقاصد تجارية فقط وفي أيام الملكة زنوبيا (زينب أو الزباء) جعلتها حاضرة مملكتها غير أن أورليانس دمرها سنة 273 ق.م. وآثار المدينة تدل على قدم عهدها.