طَبَرِيَّةَ
مدينة من الجليل على شاطئ بحر الجليل الغربي ويقال له أيضا بحر طبرية (يو6: 1، 21: 1). لم تذكر مدينة طبرية إلا في الإنجيل (يو6: 23). ومع أنها كانت مدينة ذات شأن في أيام المسيح فلا يقال أنه زارها. وكانت في ذلك الوقت مدينة جديدة بناها هيرودس أنتيباس سنة 26 م. وسماها على اسم الأمبراطور الحاكم آنذاك طيباريوس قيصر. ويقول يوسيفوس، الذي ذكر المدينة مرارا عديدة: أن هيرودس بناها على موقع كثرت فيه القبور القديمة الباقية من مدينة قديمة منسية فلذلك كانت نجسة في عيني اليهود فأسكنها لذلك هيرودس غرباء وأجانب وعبيدا وبنى فيها ميدانا وحمامات وهياكل وأبنية أخرى ثمينة، وجلب إليها الماء في قناة طولها 9 أميال. وبعد خراب أورشليم وأقصاء اليهود عن اليهودية بعد العصيان الذي قاده باركوكبا صارت طبرية تعتبر عاصمة الأمة اليهودية. وعثرت على نقود للمدينة تحمل أسماء طيباريوس وكلوديوس وطرايانوس وأدريانوس وأنطونيوس بيوس. ونقل إليها السنهدريم عند منتصف القرن الثاني فأمست مركز التعليم اليهودي. وأنشئت فيها مدرسة شهيرة أنتجت الناموس التقليدي المدعو [المشنة] وذلك حول السنة 190 م. وال220. وأما ذيله [الجمارة] فقد جمع قسم كبير منه أيضا في تلك المدينة في القرن الرابع وقد ظهرت إلى حد كبير في طبرية الماسورة - وهي مجموعة من التقاليد التي انتقلت بها إلينا تفاصيل النص العبري للعهد القديم وضبط فيها لفظه بواسطة تحريك الحروف. وكان اليهود ينظرون إلى طبرية كمدينة من المدن المقدسة الأربع. والباقية هي أورشليم وحبرون وصفد حيث يجب أن تقام فيها الصلاة التي لا تنقطع. ولا تزال المدينة قائمة إلى اليوم على الضفة الغربية من بحر الجليل على بعد 11 ميلا ونصف من مدخل الأردن، وستة من مخرجه. في هذا الموضع لا يتصل الجبل الوعر بالبحيرة اتصالا وثيقا بل يدع مجالا لطريدة من الأرض المتموجة على طرفها الشمالي وهناك تقوم طبرية. وهي تمتد زهاء نصف ميل طوال الشاطئ. ويحميها من جهة البر سور وأبراج وحصن. وبقربها الينابيع الحارة الشهيرة التي تتراوح درجة حرارتها بين 131 و141 فهرنهايت. وهناك أقيمت حمامات طبرية والمقبرة اليهودية التي قبر فيها بعض مشاهير علماء التلمود واقعة على تل نحو ميل غربي المدينة.