صَمُوئِيلَ (السفران)
سفران من العهد القديم كانا في الأصل سفرا واحدا كما يبدو من تعليق النص الماسوري على 1 صم 28: 24 في حاشية تقول أن هذا العدد هو نصف السفر. وقد عدهما يوسيفوس واحدا في عده لأسفار العهد القديم وكذلك اعتبرتهما المخطوطات العبرية. وأما تقسيم السفر إلى جزءين فقد أدخل إلى التوراة العبرية التي طبعها بومبرج في البندقية 1516-1517 من السبعينية والفلجاتا. وقد سمي الكتاب باسم صموئيل لأنه كان صاحب القيادة مدة نصف العصر الذي جرت فيه حوادث الكتاب لأنه كان واحدا من كبار الأنبياء الذين عرفهم التاريخ العبري ومنظما للمملكة. وهو الذي اختار شاول وداود للملك وكان مؤازرا لشاول ما بقي مخلصا لواجباته في تلك الدولة الثيوقراطية. ولما كان يحتوي على تاريخ الملكين الأولين قسم في السبعينية إلى سفرين سميا سفر الممالك الأول وسفر الممالك الثاني. ويمكن تقسيم السفر إلى ثلاثة أقسام: 1- صموئيل النبي والقاضي: (1 صم 1-7) وهو يتضمن مولده وأول حياته والأسباب التي دعت إلى دعوته إلى الوظيفة النبوية (3: 20)، والتي تركته نبيا يتمتع بالسلطان وحده وفتحت الطريق لحكمه القضائي (ص7) وعمله الأصلاحي وتثبت حقه في القضاء بأنقاذ بني أسرائيل من أيدي الفلسطينيين بواسطته (7: 1-12) وموجز من حكمه (الأعداد 13-17). 2- الملك شاول: (8-31) ويتضمن: (ا) طلب الشعب ملكا في شيخوخة صموئيل ووعد صموئيل بتلبية الطلب (ص8) اللقاء بين صموئيل وشاول ومسح شاول على انفراد (9: 1-10: 16)، دعوة صموئيل الشعب إلى المصفاة ومبايعته لشاول (الأعداد 17-26). عدم رضى قسم من الشعب عنه (عد27) الحادث الذي كسب به الملك الجديد الشعب وتجديد الولاء له (ص11) خطاب صموئيل الوداعي (ص12). (ب) الثورة على الفلسطينيين وأخفاق شاول في المحافظة على واجباته الثيوقراطية (ص13)، مأثرة يوناثان التي تؤدي إلى انهزام الفلسطينيين (14: 1-46)، موجز حروب شاول (عدد 47)، أسرته (أعداد 49-51)، ميزات حربه مع عماليق والتي دل فيها شاول على استخفافه بواجباته الثيوقراطية (ص15). ويتبع هذا: (ج) وصف السنين الأخيرة من ملك شاول مع إشارة خاصة إلى العلاقات بينه وبين الملك داود (ص16-31). ولما رذل الله شاول مسح صموئيل داود بأمر الله (16: 1-13)، انزعج شاول من روح رديء فاستدعى داود لكونه يحسن الضرب بالعود (أعداد 14-23)، انتصر داود على جليات فجعله شاول على رجال الحرب (17: 1-18: 5). غيرة شاول ومحاولته قتل داود (18: 6-19: 17). هرب داود من البلاط وتشرده (19: 18-27: 12)، احتلال الفلسطينيين وبحث شاول عن العرافة (ص28)، طرد داود من المعسكر الفلسطيني وألحاقه بعصابة غازية من العمالقة (ص29 و30)، موقعة جلبوع وموت شاول (ص31). 3- داود الملك: (2 صم 1-24)، أنباء داود بموت شاول (ص1)، التنازع على العرش بين داود ويدعمه رجال يهوذا، وإيشبوشث رئيس بقية الأسباط (ص2-4)، مبايعة أسرائيل جميعه داود (5: 1-3)، ملكه (5: 4-24: 25). وقد وضع سفر صموئيل المزدوج ضمن [الأنبياء الأولين] في القانون العبري. ويدل عنوان الكتاب على أن صموئيل هو الشخصية البارزة في مطلع الكتاب وفي جزء كبير منه. وقد كتب صموئيل سفرا ووضعه أمام الرب (1 صم 10: 25). وأن قسما من الكتاب المزدوج يمكن أن يكون مأخوذا من أخبار صموئيل الرائي (1 أخ 29: 29). ولكن يشك في أن يكون نصف الكتاب من قلمه لأنه مات قبل نهاية ملك شاول (1 صم 25: 1) فقد كتب بعد موت داود (راجع 2 صم 5: 5). أن ثمة عدة وثائق تتعلق بالحقبة التي يشملها السفران كأخبار صموئيل الرائي وأخبار ناثان وأخبار جاد الرائي (1 أخ 29: 29). ولكن المؤلف أو الجامع لا يذكر المصادر التي استقى منها كما فعل كتاب أسفار أخبار الأيام. وقد قال أحد العلماء في العصر الحديث [أن سفر صموئيل سفر رائع للغاية لا يفوقه شيء في تاريخيته وفي تبصره بالطبيعة البشرية وأسلوبه الأدبي وقوة تصويره للحوادث]. ويظهر هذا السفر طرائق الله في معاملته للأشخاص سواء أكانوا خيرين أم أشرارا، وكذلك يظهر طرائق معاملة الله للشعوب ويعطينا صورة صادقة لأعمال الله في قضائه وعقابه كما في غفرانه ورحمته.