لأُرْدُنّ
اسم عبري معناه [الوارد المنحدر] وهو أهم أنهار فلسطين وله أربعة منابع: المنبع الشرقي في بانياس (التي هي قيصرية فيلبس قديما) وينبع هذا النبع من كهف في صخرة عالية. أما النبع الأوسط وهو أكبر المنابع جميعا فهو في تل القاضي.ويرجح أن هذا المكان هو [دان] قديما. وهناك مجرى لدان الوافر الفيضان الذي يتكون من اتحاد نبعين.أما أهم منابعه شمالا وأكثرها ارتفاعا فوق سطح البحر فهو المنبع الذي ينبع من أسفل حاصبية ويتكون منه نهر الحاصباني. وأصغر هذه المنابع هو نبع براغيت وهو أقصاها غربا. والحاصباني هو أطول هذه النهيرات إذ يبلغ طوله أربعة وأربعين ميلا، واللدان أكبرها حجما وأغزرها ماء. وبانياس أجملها وتختلط مياه نهر براغيت بمياه الحاصباني. وكذلك تختلط مياه نهر بانياس بمياه اللدان. ويتكون من هذه النهيرات الأربعة نهران. وهذان بدورهما يمتزجان معا في بقعة من المستنقعات على بعد خمسة أميال شمالي بحيرة الحولة ليكونا نهرا واحدا وهو نهر الأردن، وبعد أن يمر هذا النهر في بحيرة الحولة التي طولها أربعة أميال تقريبا يجري النهر إلى مسافة عشرة أميال ونصف ثم يصل إلى بحر الجليل ويبلغ طول بحر الجليل اثني عشر ميلا ونصف ميل. والمسافة من الطرف الجنوبي لبحر الجليل إلى البحر الميت تبلغ خمسة وستين ميلا. ولكن النهر يتعرج في سيره بحيث تصل المسافة التي يقطعها إلى ما يزيد على مائتي ميل. أما المسافة من نهر بانياس إلى البحر الميت إذا قيست في خط مستقيم فتبلغ مائة ميل وأربعة أميال فقط.ويدعى الأردن [الغور المنحدر] فأن ارتفاع النبع في حاصبية يبلغ 1700 قدم فوق سطح البحر. أما بحيرة الحولة فتقع على ارتفاع تسعة أقدام فوق سطح البحر. ويبلغ انخفاض بحر الجليل عن سطح البحر 685 قدما. أما البحر الميت فيبلغ انخفاضه 1275 قدما تحت سطح البحر، فالأردن هو النهر الوحيد في العالم الذي يجري في انخفاض عن سطح البحر في الجزء الأكبر من مجراه. وأهم النهيرات التي تصب مياهها في الأردن أثناء سيره فهي:من الشرق: نهر اليرموك والزرقاء ويتصل نهر اليرموك بالأردن على مسافة أربعة أميال جنوبي بحر الجليل، أما نهر الزرقاء فينبع من مدينة الزرقاء الأردنية ثم يتصل على مسافة أربعين ميلا تقريبا جنوبي بحر الجليل.ويوجد في الغرب بعض الوديان التي تفيض فيها المياه في الشتاء ولكنها تجف في الصيف.ومن ضمن هذه الوديان [وادي البيرة] الذي يصل إلى الناصرة، وكذلك [وادي الجلود] الذي يسير في وادي يزراعيل إلى أن يمر بباشان [ووادي فرة] ويسير إلى شكيم ثم وادي نديمة الذي يسير إلى عاي. ثم [وادي القلت] وهو يسير إلى أورشليم. أما أهم قسم في مجرى هذا النهر فهو القسم الواقع بين بحر الجليل والبحر الميت. ويحيط بالنهر في هذا القسم أشجار وشجيرات كثيرة وكثيفة وتدعى [كبرياء الأردن] أو [غابة الأردن] (إر49: 19) وكانت الأسود تسكنها في أزمنة العهد القديم.ويسمى هذا الجزء الضيق الذي تملأه الغابات الكثيفة التي تحيط بالنهر الآن [الزور] أما الوادي المتسع الذي يحيط بالنهر ويرتفع عن [الزور] فيسمى [الغور]. وفي الجزء الجنوبي من الغور حيث يمكن ري الأراضي ريا منظما، تنمو الفاكهة بوفرة وبكثرة فتنمو مثلا أشجار النخيل والبرتقال في أريحا. وهذا هو القسم الذي اختاره لوط لسكنه بسبب خصوبة أرضه وكثرة أنتاجه (تك13: 8-13).وقد كان وادي الأردن في عصور الكتاب المقدس مزدحما بالسكان أكثر مما هو الآن. وقد وجد على الجانب الشرقي من نهر الأردن ما لا يقل عن سبعين تلا لمدن كانت آهلة بالسكان في العصور القديمة. ويرجع العهد ببعض هذه الأماكن التي في وادي الأردن إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد أو إلى ثلاثة آلاف عام على الأقل.وتوجد معابر في النهر حيث يمكن عبوره وهي تكثر في الشمال وتصل جنوبا إلى [مَخَاضَةَ يَبُّوقَ] حيث عبر يعقوب النهر(تك32: 22) أما جنوبي مخاضة يبوق فتندر هذه المعابر ولا يمكن استخدامها إلا عندما ينقضي فيضان النهر.وقد عبر إسرائيل النهر بمعجزة بقيادة يشوع ونعلم من يش3: 16 أن المياه المنحدرة من فوق وقفت وقامت سدا واحدا بعيدا جدا عن آدام. واسم آدام الآن هو دامية قرب جسر دامية، وهي قريبة من المكان الذي يتصل فيه نهر اليبوق بالأردن.وقد سجل التاريخ عدة مرات فيها سقطت قطع كبيرة من الأرض وأوقفت فيضان النهر إلى حين. وقد حدث مثل هذا عام 1267 ميلادية و1906 و1927 ميلادية ويظن بعض العلماء أن الرب جعل قطعة كبيرة من الأرض تسقط في مجراه فتمكن إسرائيل من عبوره.أما امتلاء النهر إلى شطوطه في وقت الحصاد فسببه ذوبان الثلوج التي على جبل حرمون.بعض الحوادث الكتابية المرتبطة بالأردن:يضاف إلى ما سبق من سكن لوط في سهل الأردن وعبور يعقوب للأردن وعبور بني أسرائيل النهر في أيام يشوع فقد عبر المديانيون الذين كان يطاردهم جدعون في معابر قريبة من مخاضة يبوق (قض7: 24). ولما كان داود هاربا من إبشالوم ابنه في خروجه من أورشليم وكذلك في عودته إلى أورشليم عبر الأردن فيما بين أريحا ويبوق (2 صم 17: 22 و24، 19: 15-18). وعبر إيليا وأليشع الأردن إذ ضرباه بطرف رداء إيليا (2 مل 2: 5-8 و13-15). وقد أوصى إليشع نعمان السرياني أن يغتسل في الأردن سبع مرات ففعل واغتسل بقرب بحر الجليل فشفي من برصه (2 مل 5: 14). وكان يوحنا المعمدان يعمد في الأردن وقد ذهب إليه يسوع هناك واعتمد منه (مت3: 6 و13-17). وفي بانياس أو قيصرية فيلبس، أي بالقرب من ينابيع الأردن، نطق بطرس باعترافه أن يسوع المسيح هو ابن الله الحي (مت16: 13-16).