سِمِيرْنَا
مدينة على الساحل الغربي لآسيا الصغرى، تأسست كمستعمرة يونانية عام ألف قبل الميلاد. ثم أصبحت مدينة عظيمة امتد سلطانها شرقا وغربا وعظم نفوذها، ثم هزمها ألياتيس ملك ليدية ودمرها عام 600 ق.م. فأعاد اليونانيون بناءها في القرن الثالث ق.م. وأقاموا فيها مجالس نيابية ومعاهد للعلم، وفي عام 195 ق.م. بنت سميرنا هيكلا وخصصته لمعبودات روما، فتوطدت أواصر الصداقة بينها وبين روما. وقد نقش أهل سميرنا على عملتهم القول: [سميرنا أجمل وأكبر مدن آسيا] ويقول المؤرخ أسترابو: [أن جمال سميرنا يعزى إلى نظافة شوارعها وأناقة أرصفتها، وفخامة مبانيها، وروعة البحر الذي يحدق بها، وجلال الآكام التي تكتنفها، وجمال أشجار السرو والسنديان التي تظللها]. وقد كان أهل سميرنا على أخلاق حسنة، فقد أضافوا إلى جمال أبنية بيوتهم جمال أخلاقهم، غير أن السواد الأعظم منهم كانوا يعبدون في هيكل باخوس إله الخمر، ثم تأسست فيها كنيسة مسيحية امتدحها الرسول يوحنا في سفر الرؤيا (رؤ2: 10) وكان بوليكاربوس تلميذ يوحنا الرسول أسقفا لها، وقد مات فيها شهيدا في عام 155 م. وقبره يقوم على تل فيها إلى اليوم. وقد أرسلت كنيسة سميرنا نائبا عنها إلى مجمع نيقية المسيحي الذي اجتمع عام 325 م. وأزمير الحالية هي سميرنا القديمة، وهي تقع على بعد خمسين ميلا شمال أفسس.