يهوه

وهو اسم من أسماء الله (خر17: 15). وهذا الاسم يحفظ الدين من خطرين. الأول من جعل الله فكرة أو تصورا. والثاني من جعله وجودا يتلاشى فيه كل ما في الوجود. فالاسم يجعل الله إلها معينا معلنا يستطيع الأنسان أن يدعوه بألفاظ وتعابير واضحة. ولفظة يهوه هي فعل المضارع من هيه أو هوه كما كان في الأصل، ومعناه كان، أو حدث، أو وجد وبعبارة أخرى هو الذي كان، والذي أعلن ذاته وصفاته )خر3: 13-15). وتستعمل لفظة يهوه مختصرة في المقطع الأول من أسماء العلم كيشوع. وكذلك في المقطع الثاني كأشعياء وحزقيا وغيرهما. ومنذ عهد الله مع موسى على جبل حوريب يطلق عليه يهوه (خر6: 3) [هكذا تقول لبني أسرائيل يهوه إله آبائكم ... أرسلني أليكم]. )خر3: 15). [قل لبني أسرائيل أنا الرب (يهوه(، وأنا أخرجكم] (خر6: 6). أن اسم يهوه ليثبت بجلاء وجلال وجود الله [أهيه الذي أهيه]. (خر3: 14). ولكن ليس بمعنى أنه ساكن، أو مستقر في ذاته، بل بمعنى أنه يعمل ويؤثر فالله موجود ليعمل ويؤثر، ليعلن ذاته، وينفذ أرادته، ويرشد شعبه، كما أرشد الآباء في أيام القدم )مز105 و106). فاسم يهوه والحالة هذه مدلول لمشيئة الله، وعمله وأمانته نحو شعبه. وفي إشعياء يصبح لاسم يهوه وقع جديد يدل على سرمديته: [إله الدهر] )إش40: 28). [أنا الأول وأنا الآخر] (أش41: 4، 44: 6، 48: 12). [قبلي لم يصور (أو يكون) إله، وبعدي لا يكون] (43: 10). ولهذا فإن يهوه [إله غيور] (خر20: 5، و34: 14). لا يطيق آلهة أخرى أمامه، لأنه مرتفع على كل الآلهة [الرب إلهك هو نار آكلة إله غيور] (تث4: 24، 5: 9 ويش24: 19 وإش9: 7، 42: 13 وهلم جرا). وقد نبر رجال الله من موسى إلى حزقيال على هذا. وكثيرا ما يقترن اسم يهوه باسم آخر مثلا يهوه أو رب الجنود، وبخاصة عند ذكر تابوت العهد (1 صم 4: 4 و2 صم 6: 2(، الذي كانوا يصطحبونه معهم إلى الحرب فيضفي عليها صبغة من القداسة (عد10: 35 و36 و1 صم 4: 3 إلخ و2 صم 11: 11، 15: 24 إلخ). ولم يقصد الأنبياء بلفظة رب الجنود جنود بني أسرائيل. ولربما كانوا يقصدون بها الملائكة أو النجوم التي يدعوها الله بأسمائها (أش40: 26) أو جميع القوى الأرضية والسماوية. ولباب الأمر أن يهوه هو الإله القدير الذي لا يضارعه إله. وخلعوا على يهوه أيضا اسم ملك. وكان استعمال هذا الاسم نادرا قبل عصر الملوك (خر15: 18). ثم كثر استعماله بعد ذلك العصر (مز24: 7-10). ويظهر ذلك بجلاء من عيد صعود يهوه العرش (ترانيم المصاعد مز47 و93 و96-99). وظل الحال هكذا إلى أن ظهرت في أورشليم عبادة [مولك] التي كانت تقضي بتقديم الضحايا من الأولاد، في القرنين الثامن والسابع في أيام آحاز ومنسى، فامتهنت كرامة يهوه. وقد أعيد إليه مجده بواسطة إشعياء (إش40 إلخ). وأضفى عليه معنى جديدا فغدا يهوه، يعرف بينهم باسم ملك أسرائيل ومخلصه، إلها عالميا (إش44: 6([فترى كل أطراف الأرض خلاص إلهنا] )إش52: 10([مملكته على الكل تسود] (مز103: 19([ملكوته ملكوت أبدي وسلطانه في كل دور فدور] (دا4: 3) الذي كان قبل خلق العالم (مز90: 2). ومنذ أواخر القرن الرابع قبل المسيح تزايد الخوف من تدنيس اسم يهوه، فمنع الشعب من النطق به. وأصبح لا يستطيع التلفظ به إلا رئيس الكهنة عند تلاوة الصلاة وأعطاء البركة في الهيكل واستعاضوا عن النطق به بأسماء أخرى أهمها [أدوني] أي الرب والسيد. واستعملت في الترجمة السبعينية (السبتواغنتا(، في القرن الثالث قبل المسيح لفظة [كيريوس] [رب] بدلا منه. وقد ورد اسم يهوه في اللغة العبرية في العهد القديم 6823 مرة وقد استعمل اسما لله للدلالة على معاملة الله للبشر (تك2). أو معاملته لشعب بعينه (خر6) وبنوع خاص في علاقة العهد مع ذلك الشعب (خر24).

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جدول بالنباتات والحيوانات المذكورة في الكتاب المقدس

أفنيكي

فهرس بجميع الكلمات

آبَلِ بَيْتِ مَعْكَةَ

مجور مسابيب

ميليتس

إِشَعْيَاءَ

رِسَالَةُ - وَرَسَائِلَ

جِبِعُونَ

أَبُلُّوسُ