مَوْهِبَةٍ \لألْسِنَةٌ
وعد المسيح التلاميذ بأنهم سيتكلمون بألسنة جديدة (مر16: 17) وابتدأ أتمام هذا الوعد في يوم الخمسين الذي يسمى عيده الآن العنصرة. لقد كان التلاميذ مجتمعين وإذا بهم يسمعون صوتا عظيما من السماء كصوت ريح عاصفة ويرون ألسنة من نار توزع على كل واحد منهم [وَ\مْتَلأَ \لْجَمِيعُ مِنَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ] (أع2: 1-4). لموهبة الألسنة نظريتان: الأولى إن هذه الألسنة هي لتعظيم الله (أع10: 46) وليس لكي يفهمها البشر أي أن اللسان أصبح عضوا للروح القدس وليس للشخص الذي يملكه ولهذا كانت الكلمات الصادرة عنه هي للعبادة والتعبد والتكريس وليس للتعليم الكنسي. ويذكرون لتأييد هذه النظرية: 1- أن بولس لا يذكر ظهور لغات أجنبية في كورنثوس وإذا كان قد ذكر في (1 كو 14) عن الألسنة فأنه لم يذكر شيئا يفهم منه أنه يقصد بهذه الألسنة لغات أجنبية. 2- أن بولس يشير إلى أن من يتكلم بلسان لا يكلم الناس بل الله (1 كو 14: 2). 3- أن الجماهير لم تدرك تماما كنه ما كان يتكلم به التلاميذ يوم الخمسين ولهذا اتهموهم بالسكر والهذيان فاضطر بطرس لأن يوضح للحاضرين حقيقة ما جرى (أع2: 13-17). والنظرية الثانية هي أن موهبة الألسنة ظهرت باستعمال لغات لم تكن معروفة لدى الذين كانوا يتكلمون بها. ومما يؤيد هذه النظرية: 1- أن كلام لوقا يفيد ذلك (أع2: 6-12). 2- كل إنسان يقدر أن يهذي ويهذر ولا يفهم كلامه أحد ولكن عندما يتكلم لغة لم يعرفها قبلا حينئذ يمكننا أن نقول أن موهبة الألسنة كانت أعجوبة من العجائب. 3- يستفاد من رسالة كورنثوس الأولى أن الألسنة كانت لغات أجنبية إذ يقابل بولس بين الكلام والصلاة بلغة أجنبية لا توافقها ترجمة لها تجعلها مفهومة (1 كو 12: 10 و30، 14: 13-16 و27 و28). وقد كان محتما على المسيحيين الذين يستعملون هذه الألسنة أن يستخدموها للتبشير والمناداة بالرسالة وليس للتباهي وأظهار مقدرتهم أمام أخوانهم الذين لم يكونوا يفهمون ما يقال دون ترجمة. وقد نهى الرسول بولس من التكلم بألسنة إلا إذا وجد من يترجم (1 كو 14: 28). وهو يوصي أن يكون التكلم بألسنة قاصرا على اثنين أو على الأكثر ثلاثة وكل في دوره في الاجتماع (1 كو 14: 27) وهو يقول بأن التنبؤ والمناداة بالرسالة أكثر نفعا من التكلم بألسنة (1 كو 14: 1-5). وهو يعلمنا أن التكلم بإلسنة سوف يبطل (1 كو 13: 8).