إِنْجِيلُ لُوقَا

وهو الإنجيل الثالث وقد وجه إلى شخص شريف يدعى ثاوفيلس يرجح أنه أحد المسيحيين من أصل أممي. ويقول البشير في فاتحة بشارته [إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي \لأُمُورِ \لْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا، 2 كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا \لَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ \لْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ، 3 رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ \لأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ] (لو1: 1-3) مما يشير بوضوح إلى أنه استقى بإرشاد الروح القدس ما سطرته يده من ثقاة وشهود عيان ولأنه قضى وقتا طويلا في فلسطين أثناء سجن الرسول بولس اعتقد الكثيرون بأنه على الأرجح استقى كثيرا مما كتبه وبخاصة عن ولادة يسوع وزيارته للهيكل في سن الثانية عشرة من العذراء مريم نفسها. ويعتقد البعض أنه ربما كان من بين ال[كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ] كاتبا بشارة مرقس ومتى. وتظهر لنا شخصية الكاتب بوضوح إذا تأملنا محتويات هذه البشارة وكذلك محتويات سفر أعمال الرسل، ومنها ندرك أنه كان وديعا متواضعا وقد جعله تواضعه أن يخفي نفسه وأن يسلط الأضواء كلها على المواضيع التي يتناولها بالكتابة. ويظهر من أسلوب كتابته وكذلك من محتويات البشارة وسفر الأعمال أن لوقا كان يونانيا عالي الثقافة. ويقر العلماء والثقاة اليوم بصفاته الممتازة كمؤرخ ثقة يعتمد كل الاعتماد على ما يكتب ويؤرخ. ويستدل مما ذكره الرسول بولس في رسالته إلى أهل كولوسي (كو4: 14) على أن لوقا هو [\لطَّبِيبُ \لْحَبِيبُ] الذي يرافقه وكذلك يذكره الرسول في رسالته إلى فليمون (فل24) كأحد العاملين معه. أما أنه كان طبيبا ممتازا فيظهر ذلك من محتويات البشارة وسفر أعمال الرسل وكذلك من العبارات الخاصة التي يستعملها في وصف حالات المرض في كتاباته (لو4: 38، 8: 43 ومت8: 14 ومر1: 30، 5: 26). كاتب البشارة وتاريخ كتابتها: سبق لنا أن ذكرنا أن لمعرفة الكثير عن لوقا البشير علينا أن نرجع إلى البشارة نفسها وإلى سفر الأعمال. وبالنظر إلى إن سفر الأعمال قد كتب بعد كتابة البشارة بوقت قصير. انظر (أع1: 1-3) فأن تاريخ كتابة بشارة لوقا يتوقف إلى حد كبير على تعيين تاريخ كتابة سفر الأعمال وبما أنه مرجح أن سفر الأعمال قد كتب حوالي سنة 62 أو 63 م. لذا فكل الدلائل التي لدينا تشير إلى أن هذه البشارة كتبت حوالي عام 60 م. محتويات البشارة: يمكن أن تقسم البشارة إلى ستة أقسام: 1- مقدمة (1: 1-4). 2- السنوات الأولى من حياة يسوع (1: 5-2: 52). 3- الاستعداد للخدمة (3: 1-4: 13). 4- المناداة بالرسالة في الجليل (4: 14-9: 50). 5- الارتحال إلى أورشليم (9: 51-19: 44). 6- الصلب والقيامة (19: 45-24: 53). بعض الأشياء التي وردت في بشارة لوقا ولم ترد في متى أو مرقس: يذكر دارسو الكتاب المقدس أنه قد وردت في بشارة لوقا بعض الحوادث التي لم تذكر في غيرها من البشائر. فهناك ما يقرب من نصف البشارة خاص بلوقا دون غيره من البشيرين وتشمل هذه القصص الآتية: 1- قصص خاصة بميلاد يسوع غير ما ذكر متى انظر (لو1: 5-2: 52). 2- عظة يسوع في الناصرة (لو4: 16-30). 3- مثل السامري الصالح (لو10: 29-37). 4- مريم ومرثا (لو10: 38-42). 5- مثل صديق منتصف الليل (لو11: 5-7). 6- مثل الدرهم المفقود ومثل الابن الضال (لو15: 8-10 و11-32). 7- مثل الغني ولعازر (لو16: 19-31). 8- قصة خلاص زكا (لو19: 1-10). 9- اللص التائب على الصليب (لو23: 40-43). 10- قصة تلميذي عمواس (لو24: 13-35). 11- الصعود (لو24: 50-53). بعض الخواص المميزة لهذه البشارة: 1- أنه يؤكد تأكيدا خاصا حقيقة أن يسوع هو المخلص الإلهي للعالم أجمع. فيسوع هو الذي يقدم الغفران والفداء مجانا لجميع الناس بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الجنسية أو الاستحقاق للخلاص فقدم الخلاص للسامريين (لو9: 52-56، 10: 30-37، 17: 11-17) وللأمم (لو2: 32، 3: 6 و8، 4: 25-27، 7: 9، 10: 1، 24: 47) كما قدم لليهود (لو1:33، 2: 10) وقد قدم للنساء كما قدم للرجال. وقد قدم للمنبوذين ولجباة الضرائب المبغضين وللخطاة (لو3: 12، 5: 27-32، 7: 37-50، 19: 2-10، 23: 43) كما قدم أيضا لقوم هم ذوو مكانة في مجتمعهم (لو7: 36، 11: 37، 14: 1) وقد قدم للفقراء (لو1: 53، 2: 7، 6: 20، 7: 22) كما قدم للأغنياء (لو19: 2، 23: 50). 2- يؤكد لوقا ويثبت أثباتا قاطعا أن المسيح هو المخلص الذي له قدرة إلهية على شفاء النفس والجسد كليهما، وشفاؤه شامل كامل للدهر الحاضر وإلى الأبد. 3- يذكر لوقا اختلاء يسوع للصلاة، أكثر مما يذكر ذلك غيره من البشيرين (لو3: 21، 6: 12، 9: 18 و29، 11: 1) كما تتميز هذه البشارة بحثها المتواصل على الصلاة (لو11: 5-9 مثل صديق نصف الليل، 18: 1-8 مثل القاضي الظالم). 4- يظهر لوقا بوضوح وتفصيل عمل يسوع الفدائي الذي يسمو بالمرأة فيشير بقوة إلى عطف يسوع وحنانه على النساء، على النقيض من عدم عطف كثيرين من اليهود والأمم عليهن بل وخشونتهم نحوهن. 5- يعطي لوقا مكانة مرموقة في بشارته لأمثال المسيح التي تصور بوضوح وجلاء محبة الله الفادية انظر مثلا (لو15: 1-32). 6- يعطينا لوقا في بشارته تاريخ حياة يسوع بصيغة شاملة واضحة أكثر من غيره من البشيرين فيحدثنا في فاتحة بشارته أنه تحرى كل شيء من الأول بتدقيق وأنه قرر، بإرشاد الروح القدس، أن يكتب بشارته بكيفية مرتبة منظمة. ومن يدرس هذه البشارة من بدايتها إلى نهايتها يتبين الدقة والترتيب اللذين اتبعهما البشير في كتابة هذه البشارة المجيدة.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جدول بالنباتات والحيوانات المذكورة في الكتاب المقدس

أفنيكي

فهرس بجميع الكلمات

آبَلِ بَيْتِ مَعْكَةَ

مجور مسابيب

ميليتس

إِشَعْيَاءَ

رِسَالَةُ - وَرَسَائِلَ

جِبِعُونَ

أَبُلُّوسُ