صَيْدَاءَ، صَيْدُونَ
اسم سامي معناه [مكان صيد السمك] وهي مدينة فينيقية قديمة غنية مبنية على جانب من رأس شمالي يمتد من ساحل عرضه نحو ميلين بين جبال لبنان والبحر المتوسط على بعد 22 ميلا شمالي صور. وهي من أقدم مدن العالم واسمها مأخوذ من بكر كنعان بن حام بن نوح (تك10: 15 و1 أخ 1: 13). وكانت خاضعة لمصر في القرن الخامس عشر ق.م. وهوميروس شهد لأهميتها، فقد ذكرها مرارا ولم يذكر صور قط. وصيدون عنده مرادف لفينيقية والصيدونيون للفينيقيين. كانت تؤلف الحدود الشمالية من كنعان بالمعنى الضيق (تك10: 19). وكانت أرضها قرب زبولون وحدا لتخم أشير (يش19: 28 حيث دعيت كما في 11: 8 صيدون العظيمة). إلا أن بني أسرائيل لم يمتلكوها (قض1: 31). وفي زمن القضاة ظلم الصيدونيون بني أسرائيل (قض10: 12). واتهم هؤلاء بأنهم عبدوا آلهة صيدون ) (عدد 6). ولا ريب أن رأس هذه الآلهة كان بعل (1 مل 16: 32). ومع ذلك كان المعبود الأول عشتروت إله الخصب (1 مل 11: 5 و33 و2 مل 23: 13). وكان أثبعل ملك صيدون أبا إيزابل (1 مل 16: 31). وتنبأ إشعياء أن الله سيفتقد صيدون بالحكم عليها وأن سكانها سيعبرون إلى كتيم أي إلى قبرص (إش23: 12). وكثيرا ما ندد الأنبياء بصيدون غير أن تنديداتهم بها كانت دون تنديداتهم بصور شدة (إش23: 2 و4 و12 وإر25: 22، 27: 3، 47: 4 وحز27: 8، 28: 21 و22، 32: 30 ويؤ3: 4 وزك9: 2). وقد خضعت وقتا ما لصور (يوسيفوس). وفي سنة 701 ق.م. أذعنت لسنحاريب ملك أشور. وفي سنة 677 ق.م. خربها أسرحدون. وقد تنبأ إرميا عن خضوعها لنبوخذنصر ملك بابل (إر27: 3 و6). وكشف حزقيال حكم الله عليها لأنها كانت [لبيت إسرائيل سلاء ممررا] (حز28: 21 و22 و24). وأما يوئيل فيتهم الصيدونيين وسواهم بأنهم غزوا أورشليم وأخذوا فضتها وذهبها وباعوا بنيها وبني يهوذا عبيدا (يؤ3: 4-16). وحوالي سنة 526 ق.م. خضعت صيدون لقمبيز بن كورش ملك فارس. وباع الصيدونيون خشب الأرز لليهود لبناء الهيكل الذي شيده زربابل (عز3: 7). وثارت صيدون على أرتحشستا أوخس ملك فارس (351 ق.م) وقد فتحت أبوابها للأسكندر الكبير سنة 333 بغية التخلص من الفرس. وفي سنة 64 ق.م. أخذها الرومانيون من خلفائه. وقد أتى إلى الجليل قوم من صيداء ليسمعوا بشارة يسوع ويشهدوا عجائبه (مر3: 8 ولو6: 17 إلخ). وقد جاء مرة إلى نواحي صور وصيداء ولم يقل الكتاب أنه دخلهما (مت15: 21 ومر7: 24 و31). وقد سخط هيرودس أغريباس الثاني على الصوريين والصيداويين ولكنهم صالحوه [لأَنَّ كُورَتَهُمْ تَقْتَاتُ مِنْ كُورَةِ \لْمَلِكِ] (أع12: 20). وقد أقبل بولس إلى مرفأ صيداء في طريقه إلى إيطاليا وأذن له بالذهاب إلى أصدقائه فيها (أع27: 3). وأما المدينة الحالية فقائمة على المنعطف الشمالي الغربي من رأس صغير يمتد في البحر. وأما المرفأ القديم فمؤلف من سلسلة من الصخور موازية للشاطئ. وفي صيداء وحولها بعض أعمدة مكسورة من الجرانيت وبعض النواويس، وأشهرها ناووس الملك أشميزر، وقد اكتشف في ضواحيها. وكشف أيضا في قبورها القديمة نقوش كثيرة وجرار وقناني وحلي وسرج ورخام منحوت وقطع بلاط وأعمدة وغير ذلك من الآثار الهامة.