جَبَلِ \لزَّيْتُونِ
يشرف هذا الجبل على أورشليم من الجهة الشرقية فترى من قمته كل شوارع المدينة وبيوتها. ولا شك أن اسمه مأخوذ من شجر الزيتون الذي كان موجودا فيه بكثرة. ولا تزال توجد فيه بعض أشجاره الكبيرة والقديمة العهد إلى الآن. ويكثر ذكر هذا الجبل في العهد القديم تحت أسماء مختلفة، كجبل الزيتون (2 صم 15: 30 وزك14: 4) والجبل (نح8: 15) والجبل الذي تجاه أورشليم (1 مل 11: 7( والجبل الذي على شرقي المدينة (حز11: 23) وجبل الهلاك (2 مل 23: 13). كما يذكر في العهد الجديد في علاقته بحياة المسيح رب المجد على الأرض (مت21: 1، 24: 3، 26: 30 ومر11: 1، 13: 3، 14: 26 ولو19: 29 و37، 21: 37، 22: 39 ويو8: 1 وأع1: 12). ويفصل هذا الجبل عن أورشليم وادي قدرون (2 صم 15: 14 و23 و30). وقد حسبت المسافة بين أقصى قممه الشمالية وبين أورشليم بسفر سبت (أع1: 12)، أو كما قال يوسيفوس خمس أو ست غلوات. على هذا الجبل صعد داود عاري القدمين وباكيا وهاربا أمام إبشالوم. وعلى هذا الجبل ظهر الرب لحزقيال في رؤياه (حز11: 23)، كما ظهر لزكريا بروح النبوة واقفا على هذا الجبل شافعا في شعبه (زك14: 4). وطالما صعد المسيح إليه، وفي وقت نزوله منه قبل الصليب بأيام قليلة استقبلته الجموع بالهتاف والترحيب وكان هو يبكي على المدينة ومصيرها القريب (لو19: 37-44)، وقد تحدث من سفح ذلك الجبل عن خراب الهيكل وتدمير المدينة (مت24: 3 ومر13: 3)، وقبل الفصح الأخير صعد إلى هناك حيث بستان جثسيماني في غرب الجبل. وقد كانت بيت عنيا وبيت فاجي في شرقه. وفي الوقت الحاضر توجد مدينة صغيرة تسمى العازرية مكان بيت عنيا حيث كان لعازر ومرثا ومريم، وحيث أقيم لعازر من الأموات، وبالقرب من هذا المكان صعد المسيح إلى السماء (لو24: 50 و51). ويسمي العرب جبل الزيتون في الوقت الحاضر جبل الطور. وفي الحقيقة أن هذا الجبل عبارة عن سلسلة من الجبال تمتد بعض سلاسله إلى الميل طولا وله رؤوس ستة تسمى تلالا أو قمما، منها قمتان جانبيتان: 1- قمة ممتدة في الشمال الغربي وترتفع إلى 2737 قدما تسمى حسب تسمية يوسيفوس تل سكوبس. 2- قمة ممتدة في الجنوب الغربي وترتفع إلى 2549 قدما وتسمى تل المشورة الرديئة نسبة إلى التقليد الذي يقول بأنقيافا كان يحتفظ ببيت ريفي في هذا الجانب، وفيه تمت مشورته مع الكهنة على قتل المسيح (يو11: 47-53). 3- قمة في الشمال ترتفع إلى 2723 قدما وتسمى في الوقت الحاضر كرم السيد، وكانت تدعى قبلا تل الجليل نسبة إلى نزول الجليليين في هذه البقعة أيام الأعياد والمواسم، أو ربما بسبب الاعتقاد الذي تبلور في القرن الرابع عشر عن ارتفاع المسيح من هناك، بناء على قول الملاكين للرسل [أَيُّهَا \لرِّجَالُ \لْجَلِيلِيُّونَ]. 4- قمة الصعود وهي في مواجهة الباب الشرقي لأورشليم وترتفع إلى 2643 قدما فوق سطح البحر، وقد عرفت بهذا الاسم من عام 315 م. وقد توج قسطنطين هذه القمة بقبة وبكنيسة عظيمة، وقد تكاثرت الكنائس هناك باسم كنيسة الصعود. 5- قمة الأنبياء نسبة إلى وجود قبور الأنبياء على جانبها. 6- قمة المعصية نسبة إلى الاعتقاد أنه هناك بنى سليمان مذابحه الوثنية لزوجاته الوثنيات. وتقترب قمة الصعود من قمة تل الأنبياء كثيرا حتى أن بعضهم يعتبرهما قمة واحدة. ولا توجد بين الرؤوس الأربعة الأخيرة انخفاضات عميقة، وقد كان جبل الزيتون مكسوا قديما بالزيتون والتين والبطم والسنديان، وبالنخل في بعض المواضع كبيت عنيا. وكانت بقرب قمته شجرتان من الأرز وتحتهما أربعة حوانيت لبيع الحمام لخدمة الهيكل ولم يبق من كل ذلك شيء سوى الزيتون والتين. وعند أقدام جبل الزيتون وبالقرب من جثسيماني يمتد طريق متفرع إلى أربعة فروع: فرع إلى بيت عنيا وأريحا وقد بناهالخليفة عبد الملك بن مروان في القرن السابع عشر، والفرع الثاني يتجه عبر القمة إلى بيت فاجي وبيت عنيا، أما الفرعان الآخران فيتعرجان كثيرا في طريقهما إلى القمة. ومن وادي قدرون إلى الأردن يمتد طريق روماني قديم.