جُمْجُمَةَ
هي موضع الجلجثة حيث صلب يسوع هناك. وهو موضع بالقرب من أورشليم لكنه خارج أسوار المدينة وفي حدودها دفن (يو19: 17 و41 وعب13: 11-13) ويظهر أنها كانت بقعة منظورة (مر15: 40 ولو23: 49) وبالقرب من طريق سلطاني عام (مت27: 32 و33).والكلمة مأخوذة عن اليونانية [كرانيون] جمجمة. وأما جلجثة فهي الكلمة الأرامية لكلمة جمجمة وبالعبرانية [جولجوليث] (مت27: 33 ومر15: 22 ويو19: 17).ويظن جيروم أن الاسم أطلق على الموضع بسبب وجود جماجم مكشوفة غير مدفونة. وافتكر غيره أن المكان كان ساحة للأعدام.والتفسير العادي الشائع أن المكان كان تلا على شكل جمجمة. والمعتقد الآن أن كلمة جبل الجلجثة تسمية حديثة. والسؤال اليوم:أين هو موضع الصلب وموضع القبر؟ يوجد موضعان قابلان للبحث بين العلماء.1- أولهما كنيسة القيامة داخل أسوار المدينة الحديثة.2- والموضع الثاني التل الأخضر أو الهضبة الخضراء وجلجثة غوردن حيث مغارة إرميا وهي على مسافة 250 ياردة شمال شرقي باب الشام [باب العامود].أما كنيسة القيامة فلها تقليد قديم يؤيدها، وهذا رأي يوسابيوس المولود في قيصرية حوالي سنة 264 م. وهو أقدم مؤرخ يقدم معلومات أو بيانات عن هذا الموضوع. يقول يوسابيوس أن بعض الأشقياء غطوا القبر بالأرض وبنوا فوقه معبدا للألهة فينوس، ثم ترك المكان للنسيان والإهمال وقتا طويلا. وجاء قسطنطين وبنى مكان المعبد كنيسة، ومكان هذه الكنيسة الآن مشغول بكنيسة القيامة. بيد أن هذا الموضع المؤيد بالتقليد، اعتقد البعض أنه غير صحيح ذلك لأنه لا أحد يعلم اتجاه السور الثاني شمال أو جنوب تلك البقعة التي بنيت فوقها كنيسة القيامة. ويقال أن يوسيفوس المؤرخ اليهودي شرح هذا بقوله أن السور الشمالي كان يسير جنوب هذا الموقع والعبرة الآن أن كل هذه الأماكن أصبحت تحت المدينة الحديثة حيث لا يمكن القيام بعملية الحفر والتنقيب. أما الرأي القائل أن الموضع هو بالقرب من مغارة إرميا فقد نادى به عالم يدعى أوتوثينوس عام 1849 واتفق معه علماء آخرون.أما بحسب التقليد اليهودي الحديث ففي هذا المكان كان المجرمون يلقون حتفهم رجما الحجارة.أما التل الذي تقع فيه مغارة إرميا فهو بعد السور الثاني. وقمة التل المستديرة ومدخلا المغارة الأجوفان تحت التل يجعلها منظورة من على مسافة بعيدة كأنها جمجمة. وبالقرب منها الحدائق العظيمة والقبور المنحوتة في الصخر، لكن لا تقليد قديم يربط الصليب بهذا المكان، وما زال تحقيق المسألة قيد البحث وربما في أخفاء موضع صلب يسوع حكمة إلهية لئلا يجعله الناس موضعا لعبادة هيولية [جسمية] مغايرة لروح الديانة الصحيحة.