سَارْدِسَ
كانت مدينة من أهم وأقدم مدن آسيا الصغرى، وكانت في أول الأمر تابعة للميونيين ثم أتبعت لليديين. وكانت واقعة في سفح جبل تمولوس على شاطئ نهر بكتولوس في وسط أقليم خصب وعلى مسافة خمسين ميلا شرقي سميرنا. في سنة 546 ق.م. استولى كورش الكبير على المدينة، وكانت إذ ذاك عاصمة الليديين وملكها (كريسوس) الملك الغني جدا. وصارت عاصمة المقاطعة الفارسية. وقد أحرقها الأثينيون سنة 499 ق.م. وكان هذا سبب غزو فارس لبلاد اليونان على يد داريوس وأكسركسيس. وفي سنة 334 ق.م. خضعت للأسكندر الكبير، وفي سنة 214 استولى عليها أنطيوخس الكبير، ولكنه لم يقدر على الاحتفاظ بها بسبب هزيمته أمام الرومان في مغنيزيا سنة 190 ق.م. وقد ألحقها الرومان بمملكة برغامس ولكنهم عندما أنشأوا أقليم آسيا سنة 129 ق.م. وقعت ساردس ضمن ولاية آسيا. وسكن اليهود فيها، وتأسست فيها كنيسة مسيحية (رؤ1: 11، 3: 1 و4). وكانت على ما يستنتج كنيسة كبيرة مشهورة، ولكنها لم تحفظ مكانها إذ انزلقت في الشهوات والنجاسات، ويبدو أن الثروة ضيعتها، فقد كانت الثروة تعود إلى الذهب الذي وجد في رمال نهر باكتولوس، وهناك سكت أول عملة ذهبية وفضية. وظلت الكنيسة محتفظة بمظاهر الحياة القوية ولكنها كانت في الحقيقة ميتة. نعم كانت وسط حضارة عظيمة جدا، ولكنها لم تؤد الرسالة الصحيحة، وقد جاءها الأنذار فلم تهتم به، ولذلك فقدت مكانها. وساردس اليوم قرية صغيرة اسمها [سرت] وتوجد في مكان المدينة العظيمة بقايا هيكل أرطاميس العظيم الذي بني في القرن الرابع ق.م. وكان هذا الهيكل قد بني في مكان هيكل أعظم، قيل أنه كان لسبيلي Cybele ونجد ملاصقا لبقايا الهيكل في الجهة الشمالية بقايا جدران كنيسة مسيحية بنيت قبل القرن الرابع للميلاد. وقد اكتشف الباحثون أن بعض اللصوص كانوا يسكنون جبل تمولوس وكانوا ينزلون بين آن وآخر لسرقة أي مكان في ساردس، ولعل هذا سر إشارة الرب إلى مجيئه كلص (رؤ3: 3) ويرجح أن [صفارد] في عوبديا 20 تشير إلى ساردس.