\لتَقْلِيدَ

هو ما ليس في الكتاب المقدس من فرائض وأحكام وعوائد اليهود، وأنما ما تداولوه من جيل إلى جيل (مت15: 2). وزعم اليهود أن الله أعطى موسى فرائض كثيرة غير التي كتبت في التوراة فسلمها إلى يشوع، ويشوع إلى الشيوخ وهم سلموها إلى القضاة والأنبياء وغيرهم. ثم جمعت في المشنا والتلمود وقد سموا التقليد بالتوراة الشفوية أو الشريعة المنقولة بالفم تمييزا له عن التوراة - أي الشريعة المكتوبة. أما ادعاؤهم بأن التقليد يرجع إلى موسى فلا دليل على حجتهم. والأرجح أن بعضه يرجع إلى أيام السبي البابلي العصر الذي أنشأوا فيه المجامع وأخذوا يدرسون الشريعة ويفسرونها ويترجمونها للسامعين بلغة يفهمونها. وهذا التفسير أو الشرح دعي باسم مدراش أو مدرس. وقد ذكر في سفر الأخبار الثاني (13: 22) مدرس النبي عدو أي كتاب التفسير للنبي عدو. وفي 2 أخ 24: 27 يذكر مدرس سفر الملوك أي تفسيره وشرحه. وكانوا يسلكون في كتب التفسير طريقة الوعظ والتعليم والذين اشتغلوا بالتفسير يقسمون إلى عدة طبقات استمرت قرونا وهم كما يلي: 1- طبقة السفريم أي الكتبة وهي أقدمها عملت من إيام عزرا إلى أيام المكابيين (400-100 ق.م) وقد كتبوا بعض وصايا وفرائض تتعلق بترتيب الأسفار في الكتاب المقدس وتعيين أيام خاصة في الأسبوع لقراءة الشريعة وبعض صلوات يومية يسمونها بركات. وينسب إلى هذا العصر نشوء عادة صب سكيب من الماء في عيد المظال وحمل أغصان الصفصاف والدوران بها حول المذبح. 2- طبقة المزدوجين من عصر المكابيين إلى العصر الهيرودسي (150-30 ق.م). وكان يقوم فيه في كل جيل اثنان يقودان الحركة الدينية. الأول رئيس السنهدريم، والثاني يدعى أبو بيت الدين (كلمة دين يقصد بها المحاكمة) أي رئيس المحكمة. وقد قام خمسة أزواج منهم، آخر زوج وهو الأشهر كان فيه هليل وشماي. اهتمت هذه الطبقة بتفسير وشرح الشرائع والفرائض اللاوية وتوسعت في تأويلها. 3- طبقة المعلمين (يبدأ عملها من سنة 10 ق.م. إلى سنة 100 م). وكان واحدهم يلقب بلقب ربان أي معلم. وإذ عاش المسيح في عصرهم دعي بهذا اللقب. وكان منهم المعلم غمالائيل وهو متسلسل من مدرسة هليل وقيل أنه كان ابن هليل أو حفيده. وكانت مدرسة هليل معتدلة ذات حرية تجيز الاجتهاد والتأويل خلافا لمدرسة شماي التي كانت تحافظ بشدة على النص الحرفي وترفض التأويل في أكثر الحالات. وقد اشتهر غمالائيل بأصلاحه في التعليم كما اشتهر بموقفه الحسن من الرسل (أع5: 34-39). وكان أشهر من قام من هذه الطبقة المعلم يهودا البطريرك الذي لقبوه أيضا بلقب [معلمنا] و[القديس] وكان له نفوذ واحترام عظيمين. وقد جمع حوله حلقة من التلاميذ المثقفين وعمل بمساعدتهم على جمع التقاليد في كتاب اسمه المشنا أي تكرار التعليم وهو يتضمن شرح الناموس بما فيه من شرائع دينية ومدنية وصحية وقد ضم تفسيرات الكتبة والرؤساء والمعلمين وغيرهم. ولغة المشنا هي اللغة العبرانية الحديثة التي يتخللها بعض ألفاظ يونانية ولاتينية. والمشنا تشبه كتب الحديث في الإسلام. 4- طبقة المتكلمين (من 220-500 م) وكان همهم شرح المشنا ولم يكن المركز الأول لهذه الحركة أورشليم بسبب الاضطهادات التي لحقت باليهود بعد تنصر قسطنطين الملك فخمدت النهضة العلمية اليهودية ولم تبق لهم مدارس هامة في فلسطين. وقد سبقتها مدارس بابل. وقد شرحت المشنا في بابل وفي فلسطين أو الغرب. وجمع الشرح في كتاب التلمود. فكان لهم تلمودان: الأول التلمود الأورشليمي أو الفلسطيني. والثاني البابلي. وهما يختلفان في بعض الأمور المهمة. وقد كتب التلمود البابلي باللغة الأرامية الشرقية القريبة من السريانية بينما التلمود الفلسطيني كتب قسم منه باللغة الأرامية الغربية ويكثر فيه العنصر القصصي وهو مختصر أكثر من البابلي وأقل تعقيدا منه. إلا أن البابلي أكثر اعتبارا من التلمود الأورشليمي. 5- طبقة المعلقين. قامت هذه الطبقة في بابل في القرن السادس وكتبوا بعض إيضاحات وتعليقات على التلمود البابلي.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جدول بالنباتات والحيوانات المذكورة في الكتاب المقدس

أفنيكي

فهرس بجميع الكلمات

آبَلِ بَيْتِ مَعْكَةَ

مجور مسابيب

ميليتس

إِشَعْيَاءَ

رِسَالَةُ - وَرَسَائِلَ

جِبِعُونَ

أَبُلُّوسُ