\لْخَيْمَةِ
الخيمة الأصلية التي كان يجتمع فيها الرب بشعبه (خر33: 7-10)، ولذلك سميت [خَيْمَةِ \لاِجْتِمَاعِ] وأطلقت [\لْخَيْمَةِ] على بيت آخر وضع فيه داود التابوت (2 صم 6: 17 و1 أخ 16: 1). أما الخيمة الأصلية فهي التي أمر الله موسى أن يقيمها في البرية لكي يسكن الله فيها بين شعبه (خر25: 8 و9). ولذلك سميت [\لْمَسْكَنَ]. وكانت تودع فيها ألواح الناموس والشهادة ولذلك سميت [مَسْكَنِ \لشَّهَادَةِ] (خر38: 21). وقد أطلق عليها اسم علم [بيت الرب]. وقد صنعت الخيمة من المواد الأولية التي وجدت في النواحيالمجاورة، شجر السنط الذي كان ينبت في البرية، وجلود الحيوانات، والذهب، والفضة، والنحاس وأدوات الزينة. وهذه كلها تبرع بها الشعب في سخاء وحماس (خر35: 21-29). ولم يكن هذا الإنفاق السخي ضياعا، فأن المعادن الثمينة في مثل هذا المسكن المؤقت المتنقل، كان مقدرا لها أن تنتقل فيما بعد إلى بناء فخم دائم. وكذلك الآنية المقدسة كانت ستنقل إلى مسكن جديد مستديم. وانقسمت الخيمة إلى ثلاثة أجزاء: المسكن، والخيمة، والغطاء. أما [\لْمَسْكَنَ] فصنع من البوص المبروم المطرز بالكاروبيم، ومن ألواح للمقدس وقدس الأقداس. أما الخيمة فكانت فوق المسكن، وكانت مصنوعة من شعر المعزى. أما الغطاء فكان من جلود الكباش والتيوس، وكان يوضع فوق الخيمة والمسكن لوقايتهما من الشمس والمطر. وأحاط بدار المسكن شقق من بوص مبروم علوها نحو ثمانية أقدام معلقة بعواميد نحاس يبعد الواحد عن الآخر نحوا من ثمانية أقدام بواسطة عرى من الفضة. وكان على كل جانب عشرون من هذه العواميد، وعلى كل طرف عشرة. فكان طول المساحة مائة وخمسين قدما، وعرضها خمسة وسبعين قدما. وكان عرض المدخل إلى شرقي المسكن ثلاثين قدما ومغطى بشقة من بوص مبروم مطرز فيه كاروبيم. وأثبتت العواميد بواسطة حبال وأوتاد من نحاس وقواعدها من نحاس، وكانت رزز الأعمدة وقضبانها من فضة. وبقرب الطرف الغربي من الدار كان طول الخيمة ذاتها 45 قدما وعرضها 15 قدما وعلوها 15 قدما. وكان جانباها ومؤخرها مغلفة بألواح، وكان مقدمها مفتوحا. وفي كل جانب عشرون لوحا. وفي المؤخر ثمانية ألواح. ولكل لوح طرفان من الفضة يدخلان في قاعدتين من فضة. وكانت الألواح موصولة بعوارض من خشب السنط مصفحة بذهب، تنفذ بحلقات من ذهب. وكان مدخل الخيمة مغطى بشقة مزخرفة معلقة على خمسة عواميد. وانقسم داخلها إلى المقدس، وقدس الأقداس، ويفصل بينهما شقة مطرزة من أعلى المسكن إلى أسفله، وسميت هذه الشقة بالحجاب.وكان في دار المسكن: 1- مذبح المحرقة بقرب مركز الدار.2- المرحضة من نحاس (خر30: 18) وسميت إيضا بحر النحاس (1 مل 7: 23) وكانت بين المذبح والخيمة. وكان فيها ماء لغسل أيدي وأرجل الكهنة عند دخولهم إلى المقدس.أما أثاث الخيمة فكان: 1- منارة الذهب إلى اليسار.2- مائدة خبز الوجوه قبالة المنارة.3- مذبح البخور بين المنارة ومائدة خبز الوجوه وأمام التابوت.4- تابوت العهد.وقد اشتغل الصناع تسعة أشهر في أقامة الخيمة، وكان من ضمن هؤلاء الصناع بصلئيل وأهولياب وغيرهما ممن أعطاهم الله روح حكمة وبصيرة نيرة ومهارة فائقة لأتمام هذا العمل (خر31: 2-6).ودشنت بعد الانتهاء منها بشعائر دينية (خر40 وعب9: 21). وكانت تنصب مدة السفر في البرية في وسط المحلة تحيط بها خيام الكهنة واللاويين، ثم خيام بقية الأسباط حواليهم في أربعة أقسام (عد2: 2-34). وكان صنع الخيمة دقيقا بحيث يمكن فكها وحملها ونصبها في مكان آخر. وكان موضع كل محلة، والنقل إلى محلة أخرى، وترتيب الارتحال، مرسوما من الله. وفي اليوم الذي أكملت فيه الخيمة أظهر الله ذاته في سحابة غطتها وملأتها. وبعد ذلك تحولت السحابة إلى عمود كان يسير أمام الشعب في رحلاتهم. فكان إذا وقف العمود فوق الخيمة، ينزل الشعب. وإذا انتقل، نقلت الخيمة وتبع الجمهور السحابة. وفي الليل استحالت السحابة إلى عامود نار سائرأمامهم (خر40: 35-38 وعد9: 15-23).وعندما انتهت رحلات الشعب استقرت الخيمة في الجلجال (يش4: 19). وبقيت هناك حتى تم افتتاح البلاد ثم نقلت إلى شيلوه (يش18: 1) حيث بقيت مدة ثلاثمائة أو أربعمائة سنة. ومن هناك نقلت إلى نوب (1 صم 21: 1-9) وفي ملك داود نقلت إلى جبعون(1 أخ 21: 29). وكانت هناك في مستهل حكم سليمان (2 أخ 1: 3-13). وبعد أتمام بناء الهيكل نقلت مع كل أثاثاتها وآنيتها، وقد بني الهيكل على نمط الخيمة، وأن يكن ضعفها في حجمها طولا وعرضا وعلوا.وقد كانت خيمة الاجتماع مركز عبادة شعب الله قبل بناء الهيكل. ثم أن نظامها وترتيب العبادة فيها علما الشعب أشياء كثيرة عن قداسة الله وحلوله بينهم وحضوره في وسطهم، كما وعلمت أشياء عن الذبائح والكفارة. وتعلم الشعب من تقديم البخور قدسية الاقتراب إلى الله في الصلاة.وتعتبر الخيمة أو المسكن في العهد الجديد رمزا للمسيح (عب9: 11) ثم يتحدث سفر الرؤيا عن سكن الله مع الناس وأنه سيسكن معهم. وفيه أشارة إلى دوام الشركة الروحية والتمتع الأبدي بالحضرة القدسية (رؤ21: 3).أما [خَيْمَةَ مَلْكُومِ] (عا5: 26) فيرجح أنها كانت صغيرة تحمل على الأكتاف، ومناسبة لوضع التمثال فيها.