تُجَّارُ، تِجَارَة
(أش23: 2) كانت البضائع في الأعصر الخالية تنقل من مكان إلى آخر بواسطة القوافل كما هو جار في وقتنا الحاضر، وقد جاء في الكتاب أن يوسف بيع إلى قافلة تجار .وأول تجارة سمع عنها مع سبا كانت بواسطة قوافل ترسل منها وإليها من سوريا وفلسطين ومصر غير أنه كانت هناك علاقات كثيرة أيضا بين أمم مختلفة بواسطة الأنهر والبحار .وأول أمة اشتهرت بالتجارة كانت فينيقية، وكانت صيدون عاصمة فينيقية أولا ثم صارت صور عاصمة البلاد .ومن رام زيادة المعرفة عن تجار فينيقية فعليه بمراجعة حز27 و28 وكانت تجارة المصريين أيضا متسعة النطاق فكانوا يأتون إلى بلادهم ببضائع من الصومال وسبا والهند ويرسلون بضائعهم إلى عدة أماكن مجاورة للبحر المتوسط .وقد أشار يعقوب الرسول إلى تجار تلك الأيام الذين كانوا يتجولون من مدينة إلى أخرى طمعا في الأرباح (يع4: 13) (اطلب فينيقية). وقد نشأت التجارة على هيئة ما كانت عليه في الأزمنة القديمة لما انقسم الناس إلى جماهير مختلفة وصارت معيشة أهالي المدن متوقفة على محاصيل الفلاحين وبضائع الأمم الأجنبية كما هو معلوم في زمن إبراهيم وما ورد في قصة يوسف حينما حدثت المجاعة العظيمة في مصر. ولم يكن اليهود يعتنون كثيرا بتنظيم تجارتهم مع الأمم الأجنبية، وذلك لعدم نجاحهم في عمل السفن فقد خابت مشروعات يهوشافاط التجارية (1 مل 22: 48 و49) غير أننا نعلم أيضا أنهم كانوا يبتاعون البضائع الأجنبية (عز3: 7 ونح13: 20 و21) ويرسلون بضائعهم إلى الممالك الأجنبية أيضا كفينيقية وغيرها (1 مل 5: 11 وحز27: 17 وأع12: 20) وقد اشتهرت يافا ميناء أورشليم بتجارتها، فإن السفن كانت تقلع منها إلى موانئ عديدة (يون1: 3) أما تجارة اليهود الداخلية فكان معظمها أيام المواسم والأعياد فأنهم في تلك الأوقات كانوا يبيعون المواشي للذبيحة ويصرفون الدراهم في الهيكل وهذا ما جعل المخلص يسوع أن يقلب موائد الصيارفة ويطرد الباعة من الهيكل (مت21: 12 ويو2: 14).