فِلِسْطِينِ

أرض الفلسطينيين. كانت تطلق الكلمة في بادئ الأمر بصورة خاصة على السهل البحري الممتد بين يافا وغزة وطوله 50 ميلا وعرضه 15 ميلا. ومعظمه خصب وغلاته من الفواكه والحبوب وافرة. وعلى الساحل صف من التلال الرملية يتعدى رملها باستمرار على الأقسام الزراعية من الأرض. ومن مدنها الخمس (يش13: 3 و1 صم 6: 17) ثلاث كانت على الساحل هي غزة وأشقلون وأشدود. وكانت عقرون على بعد 6 أميال إلى الداخل وجت بين تلال الأرض المنخفضة. وكانت جميعها محاطة بأسوار حصينة. أما اليوم فالكلمة تطلق على البلاد التي في الزاوية الجنوبية الغربية من آسيا وتتألف من الجزء الجنوبي من سوريا. وقد سكنها العبرانيون عدة قرون فيما قبل الميلاد وكان القسم الواقع منها غربي الأردن يطلق عليه قديما اسم كنعان والقسم الواقع شرقيه كان يعرف باسم جلعاد. وبعد أن فتحها العبرانيون أطلقوا عليها اسمهم (1 صم 13: 19 و1 أخ 22: 2 ومت2: 20). أما بعد انقسام المملكة فكان اسم بني أسرائيل يطلق عادة على المملكة الشمالية. وفي الرسالة إلى العبرانيين (عب11: 9) تدعى البلاد أرض الموعد. وبعد الميلاد دعاها الكتاب اليونانيون واللاتينيون فلسطينة. وعرفت في القرون الوسطى باسم الأرض المقدسة (قابل زك2: 12 و2 مكابيين 1: 7). 1- حدود فلسطين ومساحتها: ليس في الكتاب المقدس شرح واف تتميز به تخوم فلسطين عن تخوم الأمم المجاورة. فكانت التخوم بينها تتغير من جيل إلى آخر. والمعروف أن العبرانيين استولوا على الأرض الممتدة من قادش برنيع ووادي العريش جنوبا إلى جبل الشيخ [حرمون] شمالا ومن البحر الأبيض المتوسط غربا إلى الصحراء شرقا، باستثناء سهل الفلسطينيين وأرض الموآبيين. وكان العبرانيون معتادين على القول أن بلادهم امتدت من دان إلى بئر سبع ومسافتها 150 ميلا. وكانت حدودها الجنوبية يوم ذاك وادي الفقرة ونهر أرنون. وكانت هذه الحدود تضم 10150 ميلا مربعا. منها شرقي الأردن من جبل الشيخ إلى نهر أرنون نحو 4000 ميل مربع. والباقي غربيه ومساحته حتى بئر سبع في الجنوب مع الأرض التي كان يحتلها الفلسطينيون نحو 6150 ميلا مربعا. 2- سكان فلسطين: كان عدد العبرانيين أيام الفتح 600000 رجل أو 600 أسرة، ما يعادل 2000000 نسمة في أرض مساحتها 8385 ميلا مربعا والباقي احتله الفلسطينيون. بينما كان سكان فلسطين سنة 1940 م. 1466536 نسمة في أرض مساحتها 10429 ميلا مربعا. والعبارات الواردة في الكتاب المقدس وتاريخ يوسيفوس وآثار المدن القديمة تدل على أن البلاد كانت آهلة بالسكان. فأن اليوم على قمة كل تل تقريبا أما قرية أو مدينة مسكونة أو أطلال أحداها. 3- جيولوجيا فلسطين: على امتداد الساحل الشرقي للبحر الميت وقسم من الجدار الصخري الملاصق لوادي الأردن شرقا تمتد طبقة من الحجر الرملي النوبي، الموجود أيضا على المنحدرات الغربية من لبنان والجبل الشرقي، لونه أحمر قاتم أو مسمر. وفوق هذه الطبقة طبقة من الحجر الكلسي الطباشيري الذي يتألف منه معظم النجد شرقي نهر الأردن وغربيه. وفي القدس طبقتان من الحجر الكلسي طبقة عليا صلبة تعرف بالمزي، وأخرى سفلى أقل صلابة تعرف بالملكي. فخزانات الماء والقبور والأقبية التي اكتشفت تحت المدينة وحولها كلها من الحجر الملكي. بينما أسس البنايات من المزي الصلب. والمحاجر الكبيرة قرب باب العمود [باب دمشق] صخرها من الملكي. ومنها جاءت الحجارة التي بنيت منها جدران الهيكل. وهذه الطبقات الكلسية الطباشيرية يعلوها طبقة أحدث عهدا تبدأ من جبل الكرمل وتمتد جنوبا إلى بئر سبع. ثم تتجه جنوبا غربيا بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط. ومنها قطع منفصلة في الشمال الشرقي والشرق والجنوب الغربي من القدس وحول نابلس. وتمتد طبقة متصلة الأجزاء من الصخر الرملي الكلسي في أرض الفلسطينيين متاخمة الصخر الكلسي النموليتي (بالصدفة الحلزونية) من الغرب. ثم تظهر في شكل رقع مبعثرة إلى الشمال قرب جبل الكرمل. ولما كان هشا وذا مسامات فأنه يتحات بسهولة فيكشف عن الصخر الكلسي الأصلب تحته ويجعل النزول من الأرض المرتفعة إلى الأراضي السفلى الغربية أشد انحدارا. وبين هذا الصخر الرملي والبحر الأبيض المتوسط سواحل مرتفعة تعود إلى العصر البليوسيني الأخير. وجميعها طبقات رسوبية. وفي البلاد كذلك بعض الحجارة النارية. وفي العربة جنوبا ولا سيما في سيناء رقعة دقيقة من الصخور النارية السحيقة في القدم، من الجرانيت وحجر البورفيري والديوريت والفلسيت قد اختلطت مع الصخور الفحمية. وإلى الجانب الشرقي من نهر الأردن، وتقريبا ابتداء من سفح جبل الشيخ إلى جنوب بحيرة طبرية، وشرقا وجنوبا شرقيا إلى حوران تكسو الأرض كتلة جسيمة من المواد البركانية كالبصلت والدولريت والفلسيت. وليس بينهما ما عهده أقدم من العصر البليوسيني. وغربي فلسطين وإلى الشمال الغربي من بحيرة طبرية قطع منفصلة من هذه الصخور البركانية ذاتها. ومنها في جهات أخرى قطع أصغر. وعلى امتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط من فلسطين حيثما الأرض منخفضة ومنبسطة صف من التلال الرملية ارتفاع بعضها 200 قدم. وهي تعتدي على الأراضي المزروعة المجاورة بسبب الرياحالتي تعصف على الدوام أجزاء منها إلى الداخل. وفلسطين واقعة على خط يشتد فيه فعل الزلازل. وقد تعرضت بعض أجزاء البلاد قديما وحديثا إلى هزات عنيفة. وعلى الجملة فأن فلسطين جيولوجيا تتألف من طبقة من الحجر الرملي الأحمر فوق الصخور الأصلية يعقبها الحجر الكلسي الطباشيري الذي يشكل القسم الأعظم من الأرض. ويغشاه حجر كلسي نموليتي وتراب غريني. وفي القسم الشمالي الشرقي كتل ضخمة من الصخر البركاني. 4- جغرافية فلسطين الطبيعية: تنقسم فلسطين إلى خمس مناطق طبيعية متحاذية تمتد من الشمال إلى الجنوب وهي: (ا) السهل البحري. (ب) الهضاب السفلى. (ج) سلسلة الجبال الوسطى. (د) غور الأردن. (ه) سلسلة الجبال الشرقية. أما سلسلة الجبال الوسطى فتنحدر في السامرة إلى السهل البحري المعروف باسم شارون. ويعترض هذه المناطق مرج ابن عامر [وادي يزرعيل] الذي يصل الساحل بغور الأردن. (ا) السهل البحري: سهل في غاية الخصب واقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط على طول البلاد، لا يعترضه سوى جبل الكرمل. وفي شمال الكرمل يضيق كثيرا أما عند جنوبه فعرضه 6 أميال. ثم يزداد عرضا نحو الجنوب. وهو متماوج السطح انخفاضا وارتفاعا بين 100 و200 قدم عن سطح البحر. وبين الكرمل ونهر العوجة الذي يصب في البحر شمالي يافا كان السهل يدعى شارون. والقسم الذي إلى جنوب يافا كان يملكه الفلسطينيون. (ب) الهضاب السفلى: منطقة تلال منخفضة واقعة بين السهل البحري جنوب الكرمل وسلسلة الجبال الوسطى. وهي تؤلف ظهرا شبه مستوي ارتفاعه نحو 500 قدم عن سطح البحر. ويطلق الاسم بنوع خاص على قسم المنطقة الممتد من خط عرض يافا حتى بئر سبع في الجنوب. ويفصله عن سلسلة الجبال الوسطى سلسلة من الوديان ممتدة من الشمال إلى الجنوب. (ج) سلسلة الجبال الوسطى: قسم ممتد من سلسلة جبال لبنان. وجنوبي نهر الليطاني تنحدر القمة بسرعة إلى نجد ويمتد جنوبا حتى يصل الطرف الشمالي من بحيرة طبرية وعكا. وهذا هو الجليل العلوي. وهو يشتمل على تلال يتراوح ارتفاعها بين 2000 و3000 قدم. ومنها ما يرتفع أكثر من ذلك بكثير. فجبل جرمق مثلا ارتفاعه 3934 قدما. أما الجليل السفلي ففي شكل مثلث إلى الشرق منه بحيرة طبرية ونهر الأردن حتى يصل تل الحصن [بيت شان]. وإلى الجنوب الغربي منه مرج ابن عامر. وهو يتألف من سلسلة من القمم المنخفضة ممتدة شرقا وغربا. وارتفاعها أقل بكثير من الجليل العلوي. فأن عددا كبيرا منها يتراوح ارتفاعه بين 400 و500 و600 قدم باستثناء عدد ضئيل من القمم الواقعة غربي بحيرة طبرية مباشرة. فأنها أكثر ارتفاعا من ذلك. فإلى الجنوب الغربي من البحر جبل تابور [جبل الطور] وارتفاعه 1843 قدما. وإلى أقصى الجنوب منه جبل جلبوع وارتفاع أعلى قممه 1698 قدما و1648 قدما. والقسم الجنوبي من الجليل السفلي ينحدر إلى مرج ابن عامر حيث لا يزيد ارتفاع معظم الأماكن عن 200 قدم و300 قدم. وإلى جنوب مرج ابن عامر يتخلل السلسلة عدد من الوديان. وجبالها في مجموعات مبعثرة. وتضاريسها الداخلية سهلة المنال من السهل الساحلي ومرج ابن عامر ووادي الأردن. أما جبل الكرمل فكمهماز مقذوف نحو الشمال الغربي. ومعدل ارتفاعه 2000 قدم عن سطح البحر. وأما جبل عيبال فيرتفع نحو 3077 قدما ورفيقه جبل جرزيم 2849 وهذه كانت السامرة. ومن بيتين [بيت إيل] حتى الخليل [حبرون] وتقريبا حتى بئر سبع على مسافة 45 ميلا تؤلف السلسلة كتلة متراصة واحدة جوانبها سريعة الانحدار إلى الشرق والغرب. ومعدل ارتفاعها 2200 قدم. أما بيتين فارتفاعها 2630 قدما، بينما أعلى جزء من القدس ارتفاعه 2598، وبيت لحم 2550 قدما، والخليل 3040 قدما. وعلى بعد 15 ميلا من الخليل تنحدر السلسلة نحو برية التيه [تيه بني أسرائيل]. أما قمة السلسلة فنجد منحدر ضيق كان يقطنه سبطا يهوذا وبنيامين. (د) غور الأردن: عجيبة طبيعية تمتد من سفح جبل الشيخ الغربي قرب حاصبيا في لبنان حتى البحر الميت. وارتفاعه عند سفح جبل الشيخ 1700 قدم عن سطح البحر وعلى جانبيه جبال شاهقة. ويزداد انخفاضا بسرعة نحو الجنوب حتى يصل عند سطح البحر الميت إلى انخفاض 1290 قدما تحت سطح البحر [اطلب البحر الميت، والأردن] ومع أن اجتيازه ليس مستحيلا فقد حال دون المواصلات السهلة بين الشعوب الساكنة شرقيه من جنوبي نهر الزرقاء [اليبوق] حتى أدوم من جهة وبين سبطي يهوذا وبنيامين غربيه، من جهة أخرى. (هـ) السلسلة الشرقية: نجد خصب كبير في هذه السلسلة، ارتفاع قسم كبير منها أكثر من 3000 قدم. وتمتد السلسلة من الأجرف المطلة على غور الأردن حتى بادية الشام. ويشطرها أفجيج نهر الزرقاء شطرين. كما أن اليرموك يشق القسم الشمالي منها جنوبي بحيرة طبرية مباشرة. 5- طرق فلسطين الرئيسية: كانت طبيعة الأرض نفسها هي التي تقرر نوع الطريق التي كان على المسافر أن يسلكها. فالطريق العمومية الكبرى لقوافل التجارة والجيوش بين مصر وممالك الشرق كانت تمر من فلسطين مخترقة وادي العريش قرب مصبه، ومتبعة ساحل البحر المتوسط حتى غزة. وهناك كانت تلتقي بطريق آتية من أيلة والبلاد العربية. ثم تستمر في سهل الفلسطينيين حتى أشدود. ومن بعدها كانت تتفرع إلى طريقين الواحدة منهما تتبع الساحل قرب يافا ودور. ثم تستمر في الساحل متجنبة جبل الكرمل عند أسفل الرأس حيث كان عرضها 600 قدم وتعترضها الصخور. أما الطريق الثانية، وهي الرئيسية للسفر، فكانت تستمر من أشدود مارة في عقرون ولود. ثم تجتاز الجبال بأحدى ثلاث طرق متفرعة منها: 1- أحداها طريق غربية تمر قرب تل كيمون نحو عكا فصور فصيداء فالشمال. 2- طريق وسطى تجتاز الجبال نحو اللجون [مجدو]. ثم تخترق مرج ابن عامر والجليل السفلي نحو سهل الغوير [جنيسارت] متبعة نهر الأردن شمالا. ثم تتفرع إلى فرعين أحدهما يدخل وادي نهر الليطاني بين سلسلتي جبال لبنان الشرقية والغربية نحو حماة والشمال. والثاني يجتاز نهر الأردن بين بحيرة الحولة وبحيرة طبرية، متجها شمالا شرقا نحو دمشق. 3- طريق ثالثة مطروقة أكثر من الأخريين كانت تمر في سهل دوثان إلى جنين [عين جنيم]. وهناك كانت تنقسم إلى فرعين، فرع يتصل بالطريق الوسطى المار ذكرها عبر الجليل السفلي، وآخر يؤدي إلى تل الحصن [بيت شان]. وهناك كان ينقسم بدوره إلى فرعين: أحدهما يستمر نحو جلعاد والآخر نحو دمشق. وجميع الطرق الشمالية كان الوصول بها ممكنا إلى قرقميش [اليوم ضمن الحدود التركية مباشرة قبالة جرابلس السورية] على الفرات. وطريق أخرى كانت تصل مرج ابن عامر بمصر. فكانت تجتاز المنطقة الأكمية مارة قرب سبسطية [مدينة السامرة] فنابلس [شكيم]، ثم بيتين والقدس وبيت لحم والخليل وبئر سبع. وهنا كانت الطريق تتفرع إلى عدة طرق. فرع كان يتجه غربا نحو الطريق العمومية على امتداد ساحل البحر حتى يصلها. وفرع يستمر نحو رحيبة [رحوبوث] وعين مويلة. ثم يجتاز الصحراء نحو مصر. وكانت طريق تؤدي من تل الحصن إلى أدومية [أدوم]. فكانت تنحدر بوادي الأردن إلى أريحا. وهناك كان المسافر إلى القدس يتخذ إليها الطريق المرتفعة عموديا فوق الجبال. ومن أريحا كانت الطريق تسير والساحل الغربي للبحر الميت نحو عين جدي، حيث كانت تنضم إليها طريق قادمة من القدس وبيت لحم. ومن هناك كانت تستمر نحو أدومية وإيلة على خليج العقبة فتنضم إلى طرق القوافل المؤدية من مصر وغزة إلى البلاد العربية الجنوبية. وإلى الشرق من الأردن كانت طريق قوافل تأتي من دمشق مارة على امتداد حافة الصحراء جنوبا إلى البلاد العربية (اطلب [المدن العشر]). وكانت تصلها الطرق المارة من تل الحصن عبر جلعاد. وكذلك طريق مارة من نابلس إلى وادي فارعة، فمخاضة الأردن عند أسفل مصب نهر الزرقاء، ومن هناك عبر جلعاد إلى عمان [ربة عمون] وكانت تصلها أيضا طريق أخرى مارة من مخاضة أريحا عند حسبان [حشبون] وإلى الغرب من الأردن كانت طريق تمر في الجليل من عكا، تقريبا شرقا، فتصل بطريق دمشق قرب نقطة اجتيازها الأردن بين بحيرة الحولة وبحيرة طبرية. أما المرتفعات التي كان يحتلها سبطا يهوذا وبنيامين فلم تكن سهلة المنال من السهل الساحلي. وأنما كانت طريق تؤدي إليها من سهل شارون ونهر العوجة عند رأس العين جنوبا شرقا. ثم تصل بالطريق الآتية من سبسطية إلى القدس في نقطة تبعد ميلين جنوب غربي بيتين. ومن ميناء يافا كانت طريق تؤدي إلى القدس مارة قرب وادي أيلون وبيت عور [بيت حورون]. وأقرب الطرق الواصلة أشدود بالقدس كانت تمر بوادي الطور وتل الرميلة [بيت شمس]. وطريق أخرى إلى القدس وبيت لحم كانت تمر بوادي السنط وراء خربة شويكة [سوكوه]. أما المنطقة الأكمية بجوار الخليل فكان الوصول إليها من وادي الأفرنج قرب بيت جبرين، ومن وادي الحسي قرب تل الحسي. 6- مناخ فلسطين: يختلف المناخ في فلسطين بحسب اختلاف أقسامها الطبيعية. فبينما يبقى الثلج على جبل الشيخ طوال السنة فمناخ غور الأردن وعين جدي مناخ المناطق الاستوائية الحارة. ومعدل الحرارة في القدس في شهر كانون الثاني، أبرد أشهر السنة، نحو 49 وأربعة من عشرة فهرنهايت. وقد تهبط البرودة إلى 28 فهرنهايت. أما في شهر آب، أشد الأشهر حرارة عادة، فمعدل الحرارة 79 وثلاثة من عشرة فهرنهايت. وأشدها في الظل 92 فهرنهايت. أما في أريحا فالحرارة في تموز تزيد عن ال100 فهرنهايت. وترتفع في شهر آب حتى 118 فهرنهايت (اطلب أيضا [سنة]). أما معدل المطر فيختلف جدا باختلاف الأمكنة فأنه قليل جدا في سيناء والتيه، وهو في جنوبي فلسطين أقل منه في شماليها. وكان معدل المطر في سارونة، بالقرب من يافا، مدة عشر سنين 66، 21 قيراطا ومعدله في القدس مدة نحو 32 سنة 33، 25 قيراطا بينما معدله في بيروت نحو 36 قيراطا. وربما بلغ في المنطقة المتوسطة من لبنان نحو 50 أو 60 قيراطا وأما معدله في البقاع فأقل منه في لبنان وربما كان معدله في دمشق لا يزيد عن 10 قراريط أما في حوران فلانكشافها إلى جهة الغرب يزيد معدله فيها عما هو في دمشق. 7- نبات فلسطين: تختلف نباتات فلسطين نتيجة للاختلاف الكبير في سطح الأرض وفي مناخ أقسامها المختلفة، وهي كثيرة ومتنوعة. ففي فلسطين نباتات تخص أقاليم مختلفة من الكرة الأرضية. فقد بين تريسترام أن فيها 3002 من أنواع النباتات المزهرة ونبات السرخس، منها 2563 نوعا من نباتات منطقة الباليآر كتيك (أوروبا وآسيا الشمالية) ومعظمها في قطاع البحر الأبيض المتوسط. و161 نوعا منها حبشي و27 هندي و251 خاص بفلسطين نفسها. وفي البقعة الواقعة بين جبال طوروس والطرف الجنوبي من شبه جزيرة سيناء وبين البحر الأبيض المتوسط وبادية الشام وجد الدكتور بوست 850 صنفا ونحو 3500 نوع من النبات. 8- حيوانات فلسطين: أن ما قيل عن النبات يصدق على الحيوان أيضا من حيث توزيعه في البلاد. فمن ذوات الثدي المعروفة في فلسطين وجد تريسترام أن 55 منها من حيوانات منطقة الباليآر كتيك و34 منها حبشية و16 هندية و13 خاصة بفلسطين نفسها. وفي البلاد من الطيور 348 نوعا. منها 271 من أنواع طيور منطقة الباليآر كتيك. و40 نوعا منها حبشي و7 أنواع هندية و30 نوعا منها خاص بالبلاد. وفيها 91 نوعا من الزحافات والبرمائيات. منها 49 نوعا من حيوانات منطقة الباليآر كتيك و27 منها حبشي و4 أنواع هندية و11 نوعا خاص بالبلاد. وكذلك فيها 43 نوعا من الأسماك التي تعيش في المياه العذبة. منها 8 أنواع سمك منطقة الباليآر كتيك ونوعان حبشيان و7 أنواع هندية و26 نوعا خاص بالبلاد. وأنواع النبات والحيوانات الأفريقية والهندية مصدرها غالبا المنطقة المنخفضة حول البحر الميت، وبعضها من غور الأردن. 9- أثنولوجيا فلسطين (أجناس سكانها): كان سكان فلسطين الأصليون قوما طوال القامة أشداء، يتألفون من العناقيين (يش11: 21 و22) والرفائيين (تك14: 5) والأيميين والزمزميين والحوريين (تث2: 10-23). وكان من هؤلاء السكان الأصليون بقايا حتى في عهد المملكة العبرية (2 صم 21: 16-22). وعندما وصل إبراهيم إلى البلاد كان معظم سكانها من الأموريين وقبائل كنعانية أخرى صغيرة. وأما الفينيقيون فكانوا يقطنون الأراضي الساحلية، والحثيون التخوم الشمالية والخليل. وقد نزح الفلسطينيون على الأرجح من جزيرة كريت حوالي القرن الثاني عشر قبل الميلاد أو قبل ذلك وكان الكنعانيون بما فيهم الفينيقيون يتكلمون لغة سامية. وقد قهر العبرانيون هؤلاء الشعوب في أيام موسى ويشوع إلا أنهم لم يبيدوهم كلية. وظهور الأدوميين والعمونيين والموآبيين من حين إلى آخر بين بني أسرائيل عن طريق الحرب أو الهجرة لم يضف إلى دم العبرانيين دما غريب الأرومة، فأن هؤلاء الشعوب كانوا ساميين ومن نسل إبراهيم كالعبرانيين. وكذلك القبائل الأرامية التي أخضعها العبرانيون لحكمهم لم تضف إلى مجموعتهم سوى الساميين. وبعد سقوط السامرة سبى الأشوريون الأسباط الشمالية والشرقية من بني أسرائيل وأدخلوا البلاد مستعمرين من حماة وبابل وعيلام (2 مل 17: 24 وعز4: 9). وكان معظمهم من الساميين. وعلى أثر فتوحات الأسكندر، عقب ذلك هجرة من اليونانيين على نطاق واسع. فاستوطنوا بتولمايس وبنوا المدن العشر اليونانية. وأدخلوا معهم لغتهم وعاداتهم وثقافتهم. بعد ذلك دخل البلاد مستعمرون رومانيون من جيش وموظفين ومدنيين. 10- تاريخ فلسطين حتى القرن الأول للميلاد: أن تاريخ فلسطين قبل وصول إبراهيم الخليل إليها يشمله الغموض. أما الشعوب التي تعاقبت وسكنت البلاد فالألمام بتاريخها ممكن من سجلات العبرانيين. فقد بدأ ملوك بابل منذ القديم غزو البلاد الواقعة غربي بلادهم. وحملة كدرلعومر على القسم الشرقي من فلسطين في أيام إبراهيم ورد وصفها في تك14. وطبع البابليون السكان بطابع ثقافتهم بما في ذلك لغتهم وخطهم المسماري كوسيلة للاتصال الدولي. وبعد طرد ملوك الهكسوس من بلاد النيل بسط فراعنة الأسرة الثامنة عشرة سلطانهم على جزء من آسيا الغربية فقد قهر تحتمس الثالث كنعان وفرض الجزية على الأمم حتى نهر الفرات. وفي عهد أمنحوتب [آمنوفيس] الثالث والرابع كانت كنعان تحتلها الجيوش المصرية ويحكمها موظفون مصريون. إلا أن قبضتهم في المدة الأخيرة أخذت تضعف. فالحثيون بدأوا يهددون حدودها الشمالية، وسادت الفوضى أقساما عديدة من البلاد فأصبح السفر غير مأمون. وعم المقاطعات روح من عدم الرضى ومن ثم ساد التمرد فوسعت قبائل عديدة أراضيها على حساب مصر. وفي عهد الأسرة التي تلت تلك الأسرة في الحكم مر الفرعون سيتي الأول في فلسطين وشن حربا على الحثيين على نهر العاصي. وغزا رعمسيس الثاني فلسطين ولكنه اضطر سنة 1272 ق.م. إلى عقد معاهدة مع الحثيين على قدم المساواة. وعقبت وفاته الفتن. إلا أن مرنبتاح أعاد السلام إلى البلاد. ثم جاءت هجرة العبرانيين [الخروج] اطلب [مصر]. فاستولوا تحت قيادة موسى على المنطقة الواقعة شرقي الأردن وفي السنة التالية عبروا الأردن تحت قيادة يشوع. وبعد غارات وتجريدات متتابعة قاموا بها استولوا على أرض كنعان بكاملها. ومنذ ذلك الحين حتى سقوط القدس في القرن الأول للميلاد فأن تاريخ الفلسطينيين معظمه تاريخ العبرانيين، اطلب [تاريخ]. 11- طوبوغرافية فلسطين: يذكر الكتاب المقدس وكتب الأبوكريفا 622 مدينة غربي الأردن. وفي جداول تحتمس الثالث وسيتي الأول ورعمسيس الثاني وشيشق الأول في الكرنك [الأقصر] وردت أسماء أماكن فلسطينية تلقي نورا على طوبوغرافية فلسطين وسفر يشوع. وفي رسائل تل العمارنة أشارة إلى مدن في فلسطين في عهد أمنحوتب [آمنوفيس] الثالث والرابع. ثم وردت أشارات أخرى عن وثائق أشورية من القرون التاسع والثامن والسادس لا سيما في ما يتعلق منها بعمليات حربية جرت في فلسطين. وفي النصف الأول من القرن الرابع للميلاد كتب يوسبيوس أسقف قيصرية كتابا عن أسماء الأماكن المذكورة في الكتاب المقدس، ترجمها بعده بقرن ووسعها جيروم المقيم آنذاك في بيت لحم. ويعرف المؤلف اليوم باسم أونوماستيكون. ومن العلماء البارزين الذين أدوا خدمات جلى في الموضوع الدكتور روبنسون. فقد زار فلسطين سنة 1838 يرافقه تلميذه سابقا المرسل الأمريكي في بيروت القس عالي سميث، الذي بمعرفته للغة العربية أدى أكبر مساعدة في البحوث. وبواسطة الأسئلة التي كانا يلقيانها على السكان اطلعا على أسماء بعض الخرائب والقرى التي لم تزل مأهولة. وكثيرا ما كانت تحمل أسماء عبرانية قديمة قد حورت في اللغة العربية فيما بعد. وكانت اكتشافاتهما في طوبوغرافية فلسطين من الأهمية بمكان. وقد نشرها الدكتور روبنسون سنة 1841 في ثلاثة مجلدات. ثم عاد من أمريكا سنة 1852 واستأنف بحوثه في فلسطين يرافقه القس عالي سميث وآخرون غيره. فقام باكتشافات جديدة ضمنها في كتاب نشره سنة 1856 وأسماه [البحوث الكتابية الأخيرة] (Later Biblcal researches) ونظرا لدقته العلمية وآرائه الصائبة فقد قبل الكثير من استنتاجاته. ومن البعثات والجمعيات المهمة في هذا المضمار: 1- بعثة الولايات المتحدة لاستقصاء نهر الأردن والبحر الميت قدمت إلى فلسطين سنة 1848 تحت أمرة الملازم وليم ف. لينتش. 2- الجمعية الإنجليزية التي تألفت سنة 1865 باسم اعتماد استقصاء فلسطين The alestine Exploration fund لمتابعة البحوث الفنية بشأن الأرض المقدسة. وقد أنجزت عملا خالدا. فقد صنعت للبلاد خريطة نفيسة مفصلة في 26 طلحية، كما قامت بحفريات مختلفة.3- المدرسة الأمريكية للدراسات والبحوث الشرقية في فلسطين American school of orientel study and Research in palestine ومركزها في القدس. وكان أول مدير لها الدكتور تشارلس توري من جامعة يايل وذلك سنة 1900. وهي تعرف الآن باسم [المدرسة الأمريكية للبحوث الشرقية] ((American school of orientel Research وقد قامت مدرسة القدس في سنتها الأولى بعمل حفريات في صيداء فاكتشفت بعض القبور الفينيقية هناك. ثم قامت بالتنقيب في أماكن مختلفة من فلسطين. وقد قامت المدارس الأمريكية للبحوث الشرقية بصورة منتظمة بإصدار سلسلة من النشرات العلمية التالية: الأنيوال the Annual (الحولية) والبوليتن the Bulletin (النشرة) البيبلكال أركيولوجيست the Biblical archeologist (الأثري الكتابي) وقد قامت كلية الكتاب المقدس الدومينكية في القدس بدراسات وحفريات وتأليف كتب عن جغرافية فلسطين وآثارها وتاريخها.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جدول بالنباتات والحيوانات المذكورة في الكتاب المقدس

أفنيكي

فهرس بجميع الكلمات

آبَلِ بَيْتِ مَعْكَةَ

مجور مسابيب

ميليتس

إِشَعْيَاءَ

رِسَالَةُ - وَرَسَائِلَ

جِبِعُونَ

أَبُلُّوسُ