كَرْم، كَرْمَةٌ
يدعى بهذا الاسم كل نبات له ساق يتعرش على كل ما يمر عليه من جدران وأشجار وغيرها. وهو يطلق في الأغلب على كروم العنب Vitis vinifera وأول من أخبر عنه أنه غرس كرما هو نوح (تك9: 20) وقد أتقن القدماء الاعتناء بالكروم ووضع ملكي صادق خبزا وخمرا أمام أبرام (تك14: 18). وشرب لوطا خمرا (تك19: 33). وأحضر يعقوب خمرا لإسحاق (تك27: 25). وتنبأ يعقوب قبل موته بأن يهوذا يشتهر بتربية الكرم (تك49: 12). وكان أولاد أيوب يشربون الخمر )أي1: 18). وندد صاحب الأمثال بمن يدمن الخمر (أم23: 30 و31) وكذلك إشعياء النبي )أش5: 11). وقد اشتهرت سوريا وفلسطين بحسن أنواع الكروم وأتقان زرعه منذ الأزمنة القديمة (تك14: 18 وعد13: 23 وقض9: 27، 21: 20 و1 مل 21: 1 ونش1: 14 وإش16: 8-10 وإر31: 5، 48: 32) وكذلك مصر ولبنان (تك40: 9-11 ومز78: 47 وهو14: 7). ونرى على كل تل في الجزء الجنوبي من فلسطين ولبنان برجا لنواطير الكروم. وتنبت في هذه الكروم أشهر أنواع العنب اللذيذ. وكثيرا ما تترك الجفنات على الأرض وأنما ترفع فروعها على المساميك حين الأثمار وقد تعرش على سقائل أو أشجار ولا سيما بقرب البيوت. ومنها قال الكتاب: [بَلْ يَجْلِسُونَ كُلُّ وَاحِدٍ تَحْتَ كَرْمَتِهِ وَتَحْتَ تِينَتِهِ] (مي4: 4( للدلالة على الأمن ورغد العيشة (زك3: 10) وقد تتعرش الكرمة على جوانب البيت )مز128: 3). وقد شبه بنو إسرائيل بالكرمة (مز80: 8-16) والرب يسوع بأصل الكرمة وأتباعه بأغصانها (يو15: 1-8). ويحاط الكرم بحائط أو سياج لوقايته من الوحوش ويبنى فيه برج للناطور (مت21: 33 بالمقابلة مع عد22: 24 ومز80: 8-13 وأم24: 31). وكانت الكروم من أكرم أملاك العبرانيين فكان مسها بسوء يحسب بلية شديدة، ولذلك جاء في نبوة إشعياء عن غزو الأشوريين للبلاد أن كل موضع فيه ألف جفنة بألف من الفضة تكون للشوك والحسك (إش7: 23). وإذا أراد أيضا أن يشخص الحزن قال في موضع آخر: [نَاحَ \لْمِسْطَارُ. ذَبُلَتِ \لْكَرْمَةُ. أَنَّ كُلُّ مَسْرُورِي \لْقُلُوبِ] (إش24: 7). وكذلك لما أراد زكريا أن ينبئ بقدوم أيام الفرح قال: [\لْكَرْمُ يُعْطِي ثَمَرَهُ] (زك8: 12 وحب3: 17 وملا3: 11). ولا بد من تنقية الجفنة حتى تأتي بثمر كثير جيد ولا يخفى هذا الأمر على ذي الخبرة إذ أن من عادة الكرامين أن ينقلوا فروع السنة الأولى وأحيانا الثانية قبل أن يستغلوا شيئا من الكروم. وكان العبرانيون يتركون الكروم وسائر الأملاك ثلاث سنين غلفاء أي دون أن يجتنوا أثمارها (لا19: 23). وفي بعض الأماكن تنقى الكروم أولا في بداءة الربيع وعند الإقعال أي ظهور الزهر، يقطعون الخراعيب التي ليس عليها زهر. وبعد أن تتكون العناقيد يقطعون الفروع التي استجدت بعد التنقية الأولى (يو15: 2( وتفلح الكروم غالبا مرتين وتنقى من الحصى. وكانت مهنة الكرام تمتاز عن مهنة الفلاح )2 مل 25: 12). أما قطاف الكروم فيلحق الدراس (لا26: 5 وعا9: 13) لأن باكورات العنب تنضج في أول الصيف (عد13: 23). وكان العبرانيون يحتفلون بالقطاف أكثر من الحصاد (إش16: 9). بل كثيرا ما كانوا يفرطون في ذلك (قض9: 27( (اطلب [عنب]).