غَرِيبٍ

غير المألوف ولا المعروف، شخصا أو مكانا أو فكرة أو عملا منتظرا أو قولا. والغريب عادة عند الشعوب المحافظة المنكمشة على نفسها، مثل الشعوب الشرقية في الزمن القديم، ومثل اليهود بوجه خاص، لا يلقى من الشعب إلا الرفض أو الريبة أو التمنع. لهذا أنذر الله إبراهيم في رؤياه في منامه أنه سيجعل نسله غريبا في أرض ليست له (أي في مصر) سيستعبدون وسيذلون مدة أربعمائة سنة (تك15: 13). وللغربة في الكتاب المقدس معان أربعة: أولا: الغربة عن الوطن الأصلي، كغربة إبراهيم في فلسطين بعد مجيئه من موطنه الأصلي في أور الكلدانيين (تك23: 4). ثانيا: الغربة بالنبذ والترك والنسي والأهمال والاضطهاد، كما قال داود في بعض اعتذارته (مز69: 8). ثالثا: المجهولو الأصل الدخلاء على اليهود المنضمون إليهم من شعوب أخرى. ومن هؤلاء من انضم لليهود في خروجهم من مصر، من المصريين عند دخولهم إلى فلسطين، ومن شعوب فلسطين والأردن. ومنهم من انضم إلى اليهود بواسطة الاستعباد والاعتقال بالحروب. وكانت حقوقهم لا تتساوى مع حقوق اليهود الأصليين. ومن حقوقهم المهضومة حق حكم بني إسرائيل (تث17: 15). ومن الغرباء النساء اللواتي تزوج عدد كبير من اليهود بهن، قبل المجيء إلى فلسطين وبعده، وبعد السبي (عز10: 2 و3 ونح9: 2، 13: 3 وإش14: 1). وكان أنبياء الله ضد الزواج من أجنبيات لأن ذلك الزواج كان يستتبع اختلاط الإيمان اليهودي بأديان ومعتقدات الشعوب الأخرى وتنازل المتزوجين بأجنبيات عن تعاليم الله واقتفاء أثر أصنام زوجاتهم. وقد انبثقت هذه النظرة إلى الغرباء عن عادة اليهود بتسمية كل ما هو غير يهودي بالغريب. ونظرتهم إلى أنفسهم كشعب مختار وجنس مصطفى. رابعا: غربة القديسين عن العالم (تك12: 1 وأع7: 3 وعب11: 13 و1 بط 1: 1). لأنهم يقتنون مثال المسيح ويثقون به ويصدقون مواعيده ويتركون كل شيء من أجله ولا يبتغون لأنفسهم إلا الوطن السماوي ويبتهجون بأداء فرائض الله ويصلون من أجل الهداية ويتركون رفقة الأشرار ويضيئون في العالم كالأنوار ويتحملون الاضطهاد إلخ.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جدول بالنباتات والحيوانات المذكورة في الكتاب المقدس

أفنيكي

فهرس بجميع الكلمات

آبَلِ بَيْتِ مَعْكَةَ

مجور مسابيب

ميليتس

إِشَعْيَاءَ

رِسَالَةُ - وَرَسَائِلَ

جِبِعُونَ

أَبُلُّوسُ