مِعْصَرَةُ، مَعَاصِرِ
المعاصر معروفة في البلاد الشرقية منذ القدم، لأنها لازمة لأنها وسيلة الانتفاع من الزيتون والعنب والخرنوب وصنع الزيت والخمر والدبس. وبالرغم من تطور الحياة فلا تزال الوسائل القديمة في العصر متبعة إلى حد ما إلى يومنا هذا. وقد تحدث الكتاب المقدس عن هذه المعاصر بكثرة لأنها كانت من عماد الحياة اليومية، وكان منظرها شيئا مألوفا. وكانت معاصر الزيت تتألف من حجر مدور كحجر الرحى، يبلغ قطره نحو مترين وسمكه نحو متر يوضع على الأرض، ويثقب محوره ويدخل فيه عمود من خشب. ويقصر سطح الحجر العلوي قليلا، إلا على محيطه وحول الثقب حيث يوضع العمود وحيث يوجد حرف لمنع فيضان الزيت، ويوضع حجر آخر، شبيه بحجر الرحى، في تجويف الحجر الأفقي. ويوضع في ثقبه خشبة طويلة تثبت من الطرف الواحد بمحور الحجر الأفقي، ومن الآخر بخشبة مستعرضة توصل بالحيوان (الحمار أو الثور) الذي يدير المعصرة. ويوضع الزيتون في تجويف الحجر الأفقي ويدار الحجر العمودي فيسحق الزيتون. ثم تؤخذ كتلة الزيتون المتجمعة المتبلدة وتوضع في قفة واحدة فوق الأخرى، في أسطوانة من الحجر مشقوفة من الأمام شقا عرضه أربعة قراريط. ويتصل بهذه الأسطوانة ضاغطة طويلة من الخشب مرتكز أحد طرفيها على بعد قليل فوق الأسطوانة وتعلق بطرفها الآخر حجارة ثقيلة بحيث تضغط هذه الضاغطة على القفف فيسيل الزيت من الشق إلى حوض موجود تحت الأسطوانة. أما معصرة الخمر فكانت تنحت في الصخر، أو أنها كانت تبنى من الحجر. وكانوا يختارون منبسطا من الصخر فيه انحدار، فيحفرون فيه حوضا متسعا، ثم يحفرون تحته حوضا آخر في نصف حجمه، ثم يدوسون العنب في الحوض الأعلى، فيسيل عصيره إلى الحوض الأسفل. وورد ذكر المعاصر في الكتاب في مناسبات متعددة. منها أن جدعون كان يخبط الحنطة في المعصرة لما جاءه ملاك الرب (قض6: 11). وقد ذكرت ذكرا مجازيا عابرا في (يؤ3: 13 وإش16: 10، 63: 1-3 وحج2: 16 وإر25: 30، 48: 33 ومر12: 1 ورؤ19: 13-15).