مَرَاثِي إِرْمِيَا
اسم هذا السفر بالعبرية [إيكا] ومعناه [كيف] وهي أول كلمة في السفر وهو عبارة عن مجموعة خطابات رثاء تشبه الرثاء الذي نطق به داود توجعا على شاول الملك، وابنه يوناثان لما سقطا على جبل جلبوع (2 صم 1: 17-27). و[مَرَاثِي إِرْمِيَا] أحد أسفار العهد القديم وقد ورد في الكتاب المقدس بعد سفر إرميا ولكن نجده في الأصل العبراني في القسم الثالث من أسفار العهد القديم المسمى [كتوبيم] أو [الكتب] وقد ورد بعد الجامعة وقبل أستير.ومما يجدر ملاحظته أن عدد أعداد كل من الأصحاحات 1 و2 و4 و5 هو 22 عددا أما الأصحاح الثالث ففيه 22 عددا في 3 أي 66 عددا. ونعلم أن في اللغة العبرية اثنين وعشرين حرفا. وأعداد الأصحاحات 1 و2 و4 تسير مرتبة بحسب حروف الأبجدية العبرية. فالعدد الأول من الأصحاح يبدأ بكلمة أولها [أليف] والثاني يبدأ بكلمة أولها حرف [بيت] والثالث يبدأ بكلمة أولها حرف [جيمل] وهلم جرا. أما في الأصحاح الثالث فالثلاثة الأعداد الأولى تبدأ بكلمات أول كل منها حرف [أليف] والثلاثة أعداد الثانية تبدأ بكلمات أولها حرف [بيت] والثلاثة الأعداد الثالثة تبدأ بكلمات أولها حرف [جيمل] وهلم جرا. أما الأصحاح الخامس فلا يسير في ترتيب أعداده على هذا النظام الأبجدي.وموضوع هذا الرثاء هو غزو أورشليم وخرابها والآلام المروعة المرعبة التي قاساها المدافعون عنها في وقت الحصار من جوع وسيف. ويعلن الرثاء في صراحة أن خطايا الشعب كانت سبب الكارثة الدهماء التي حلت به. فما نزل بأورشليم وما أصاب شعبها كان نتيجة حتمية للتمرد على الله وعصيانه. وقد أبدع الكاتب في وصف الحوادث أيما أبداع بحيث يخيل للقارئ أنه يرى هذه الكوارث تقع بأورشليم أمام عينه. وقد اتفق النقاد على أن مراثي إرميا هي من أبدع وأروع ما كتب في العالم من رثاء. وقد يخيل للقارئ أنها كلمات دبجتها أقلام من نار بمداد من دموع.ولم يذكر في الكتاب المقدس اسم مؤلف هذا السفر غير أن التقليد جرى على أن إرميا هو مؤلف هذه المراثي. فقد جاء في الترجمة السبعينية، وفي فاتحة هذا السفر هذا القول: [وكان بعد سبي إسرائيل وخراب أورشليم أن جلس إرميا يبكي ورثى أورشليم بهذا الرثاء وقال:]. لذا فقد نسب السفر إلى إرميا من زمن بعيد جدا. وقد أخذت الترجمات القديمة وكتب التقليد كالفلجاتا والترجوم والتلمود وغيرها بهذا الرأي. وقد اتفق رأي العلماء على أن السفر كتب بعد سنة 586 ق.م. أي بعد خراب أورشليم مباشرة. ومن يدرس سفر إرميا وهذا السفر لا يمكنه إلا أن يرى بوضوح التشابه العظيم في الروح والأحاسيس والعبارات والاصطلاحات.وقد ورد في 2 أخ 35: 25 أن إرميا رثى يوشيا الملك ولكن من الواضح أنه لا توجد علاقة بين ذلك الرثاء وهذه المراثي.رِسْاَلةَ إِرْمِيَا: هذه الرسالة من ضمن الأسفار المحذوفة [الأبوكريفا] وقد وردت في الترجمة السبعينية رسالة منفصلة قائمة بذاتها. أما في الترجمة اللاتينية الفلجاتا، والترجمة العربية اليسوعية فتجعلان الرسالة الأصحاح السادس في باروخ. وبما أن هذه الرسالة لم ترد في الكتب القانونية في العبرية، ولا صلة لها بإرميا ولم يكتبها هذا النبي العظيم لذا فلم تحسبها المذاهب المصلحة ضمن الأسفار القانونية. وقد كتبت أصلا بالأرامية، كتبها واحد من اليهود في القرن الثاني أو الثالث قبل الميلاد وقد فقد الأصل الأرامي وبقيت الترجمة اليونانية. وهذا الكتيب الصغير عبارة عن رسالة يدحض فيها الكاتب العبادة الوثنية ويسخر من الغباء الذي فيها. وهي في هذا تشبه الأصحاح العاشر من سفر إرميا.