مَسْكَنُ - مَسَاكِنَ

كان الآباء الأولون يسكنون الكهوف (تك19: 30). ولكن المطر كان يحيلها إلى مستنقعات تصعب فيها الحياة، ففكر الناس في طريقة أخرى للسكن، فسكن جانب كبير من القبائل القديمة في خيام مؤلفة من عواميد من الخشب تمتد فوقها أغطية من شعر المعزى، وهي مشدودة بحبال ومثبتة بأوتدة (إش54: 2). وكانت تنقسم أحيانا إلى غرف بواسطة قطع من شعر المعزى، وكانت تفرش أرضها بالبسط والسجاد، وكان الباب ستارة من القماش تفتح برفعها أو بدفعها إلى جانب. وكانوا يوقدون النار في موقدة في أرض الخيمة، وهذا كله يشبه ما يفعله البدو في خيامهم حتى اليوم. وقد أخذ بولس الرسول الخيمة ليشبه بها أقامة الإنسان في الجسد، لأن ساكن الخيمة غريب، ولأن الخيمة معرضة للزوال (2 كو 5: 1-10). ثم تغيرت عوائد الناس وأخذوا يبنون بيوتا مستديمة، وأتقنوا فن البناء منذ عصر قديم ولكن العبرانيين لم يبدأوا بناء البيوت إلا بعد استقرارهم في أرض كنعان. غير أن الآباء الأولين مثل إبراهيم وأسحق ويعقوب كانوا يسكنون الخيام. وتتكون ثلاثة أرباع مساكن فلسطين من طابق واحد ذي غرفة واحدة، وينقسم داخله إلى قسمين، أحدهما أعلى من الآخر ببضعة أقدام. ويقود الباب إلى الجزء الأول الذي هو مسكن الحيوانات، ثم يصعد إلى الداخل إلى الجزء الثاني ببضع درجات، حيث يسكن الناس. وجدران البيت مصنوعة من الطين أو الطوب الأخضر، ويصنع السقف من أغصان الشجر والنخيل ثم يغطى بطبقة كثيفة من الطين، وهذه الأبنية لا تتحمل المطر (حز13: 10-16). أما بيوت الطبقة الغنية فتختلف عن ذلك جدا، ويقدم الكتاب المقدس لنا في قصصه وأحاديثه ما يعطي فكرة واضحة عن البيت القديم. فقد كان الأغنياء يبنون بيوتا كثيرة الثمن (عا3: 15) وكانت غرف البيت مرتبة حول صالة مربعة فسيحة، وباب الدخول في صدر الصالة، وكثيرا ما كانت تكون عند المدخل دار خارجية أو دهليز فيه البواب (أع12: 13) أما الصالة فتسمى الوسط (لو5: 19). وهي التي تمد الغرف المختلفة بالنور والهواء، وكثيرا ما كانت تكون مبلطة كما في أيامنا هذه، وفي وسطها بئر (2 صم 17: 18) وحول هذه الصالة رواق مسقوف. وكانت الصالة المربعة موضع اجتماع الضيوف (أس1: 5). وكانوا أحيانا يمدون فوقها الستائر لتمنع دخول أشعة الشمس إليها في الصيف، ولعل المرنم يشير إلى ذلك وهو يقول: [\لْبَاسِطُ \لسَّمَاوَاتِ كَشُقَّةٍ] (مز104: 2). وكان صاحب البيت يجلس في الصالة (أس5: 1) وقد تكون عالية فيصعدون إليها بسلم بسيط أو بمرتقى منحدر(1 مل 6: 8). وكانت حجرات النساء في أقصى البيت الداخلي (أس2: 3) وكثيرا ما كانت مزينة، وكانت الحجرات العليا في الطابق الثاني تبرز فوق الطريق، كما أنه قد تبنى علية للضيوف فوق السطح في وسطه، ويصعدون إليها بسلم منفصل من خارج البيت، مثل العلية التي بنوها لأليشع النبي (2 مل 4: 10) ومثل علية البرود للملك عجلون (قض3: 20-24) وقد هرب أهود من السلم الخاص بالعلية بعد أن قتل عجلون. وكان هناك المخدع - وهو غرفة صغيرة منعطفة عن بقية البيت (مت6: 6). أما سطح البيت فقد كان لا بد له من أن يحاط بسياج مبني ليمنع سقوط الذين يصعدون فوق السطح حسب أمر الناموس (تث22: 8) وكان ينبت على السطح عشب (2 مل 19: 26) وكانوا يصنعون المظال على السطوح (نح8: 16) كما كانوا يتمشون عليه (2 صم 11: 2) وكانوا يستعملونه لتجفيف الحبوب والتين (يش2: 6) كما كانوا ينصبون الخيام عليه (2 صم 16: 22) وكانوا يجتمعون عليه للمشورة (1 صم 9: 25) وكانوا أحيانا يستعملونه لعبادة الأوثان (2 مل 23: 12). أما كوى المسكن فكانت تفتح في الغالب إلى الدار، غير أن بعضها كان يشرف على الطريق (قض5: 28 و2 مل 9: 30). ولم يكن للبيوت القديمة مداخن، فكانت الكوى تخرج الدخان (هو13: 3). وكانوا يستخدمون المواقد للتدفئة في الشتاء (إر36: 22). وكانت بيوت الأغنياء من الحجارة المنحوتة (عا5: 11) أو من رخام وحجارة ثمينة (أس1: 6). وكانوا يستعملون للسقوف أو لتغطية الحوائط خشب الأرز (إر22: 14) وكانوا ينحتون البيوت ويزينونها بذهب وفضة وعاج (1 مل 22: 39 ومز45: 8 وعا3: 15). أما بيوت الفقراء فكانت تبنى من حجارة غير منحوتة، أو من تراب أو من لبن أو قضبان مورقة بعد تغطيتها بالطين. وقد جرت العادة أن يدشن العبرانيون بيوتهم ليباركها الله (تث20: 5).

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جدول بالنباتات والحيوانات المذكورة في الكتاب المقدس

أفنيكي

فهرس بجميع الكلمات

آبَلِ بَيْتِ مَعْكَةَ

مجور مسابيب

ميليتس

إِشَعْيَاءَ

رِسَالَةُ - وَرَسَائِلَ

جِبِعُونَ

أَبُلُّوسُ