سَمَكِ
خلق الله السمك وسلط الإنسان عليه كما سلطه على الأشجار والحيوان (تك1: 26 و28 ومز8: 8) غير أن الناموس ميز بين السمك الطاهر والسمك النجس، فالذي له زعانف وحراشف طاهر، والذي ليس له زعانف وحراشف كان نجسا (لا11: 9-12). وكان لسليمان الملك معرفة بأسماك فلسطين (1 مل 4: 33) غير أن الكتاب المقدس لا يحدثنا عن أنواع السمك، بل يذكر النوع عموما. وتجارة السمك مربحة، وقد خسر المصريون كثيرا عندما ضرب الله ماء النيل فصار دما، ومات فيه السمك، وقد اشتاق العبرانيون إلى سمك النيل وهم في طريقهم إلى كنعان (عد11: 5) وقد تنبأ النبي إشعياء عن نقص مياه مصر فيقل السمك وتسوء حالة صياديه (إش19: 5-10). ويصاد السمك بالشباك (مت4: 18) وبالصنارة والحرب (أي41: 7) ويكثر السمك في مياه فلسطين ولا سيما مياه بحر الجليل، وهناك أكثر من ثلاثين نوعا من السمك الصالح للطعام (مت13: 47 و48). وقد كان أربعة من تلاميذ المسيح على الأقل يشتغلون بصيد السمك (مت4: 18-21) وكان الصيادون يأتون بالسمك للبيع في أورشليم ويدخلون به من باب السمك (2 أخ 33: 14) ومن الملاحظ أن بيت صيدا تعني بيت الصيد، لأن أغلب أهلها اشتغلوا بصيد السمك. وقد كانت الألهة [أتارجتس] التي كانت تعبد في أشقلون نصفها الأعلى على شكل إنسان ونصفها السفلي على شكل سمكة. وقد دعا المسيح تلاميذه من صيد السمك ليكونوا [صَيَّادَيِ \لنَّاسِ] (مر1: 17) كما أنه شبه ملكوت السموات بشبكة تجمع مختلف أنواع السمك (مت13: 47) ويقول حزقيال على سبيل المجاز أن مياه المقدس التي وصلت إلى البحر الميت قد أصلحت مياهه، فعاش فيها السمك وبدأ الصيادون في صيده (حز47: 1-10). وقد رمز المسيحيون الأولون بالسمكة إلى إيمانهم، فكانت علامة التعارف بينهم، والواقع أن حروف السمكة في اليونانية هي بدء كلمات الجملة [يسوع المسيح ابن الله مخلص].