شَيْطَانُ

1- ترجمة الكلمة العبرية شطن ومعناها [مقاوم] ويسمى في اليونانية [ديابولس] ومعناها [مشتك]. ويسمى أيضا أبدون وأبوليون أي مهلك وملاك الهاوية (رؤ9: 11)، وبعلزبول (مت12: 24)، وبليعال (2 كو 6: 15)، ورئيس هذا العالم (يو12: 31)، ورئيس الشياطين (مت9: 34) ورئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية (أف2: 2)، وإله هذا الدهر (2 كو 4: 4) وإبليس والقتال، والكذاب وأبو الكذاب (يو8: 44)، والمشتكي على الأخوة (رؤ12: 10)، وخصمنا الأسد الزائر (1 بط 5: 8)، والتنين أي الحية القديمة (رؤ12: 9). وهو كبير الأرواح الساقطة (رؤ12: 9 ومت4: 8-11، 13: 38 و39، 25: 41 وقارن يه6). والشيطان كائن حقيقي. وهو أعلى شأنا من الإنسان. ورئيس رتبة من الأرواح النجسة (مت12: 24). ويسجل لنا الكتاب المقدس طبيعته وصفاته وحالته وكيفية اشتغاله وأعماله ومقاصده. أما طبيعة الشيطان فهي روحية. وهو ملاك سقط بسبب الكبرياء. ورغم ذلك فهو يمتاز بكل امتيازات هذه الرتبة من الكائنات سواء أكانت عقلية كالإدراك والذاكرة والتمييز أو حسية كالعواطف والشهوات أو إرادية كالاختيار (أف6: 12). وهو خبيث، فأنه قائد العصاة على الله. يعمل ضد البر والقداسة، ومملوء بالكبرياء والمكر والقساوة. حالته تنطبق على صفاته. فلكونه عدو الله، هو مطرود من وجهه، ومحبوس مع رفاقه في موضع العذاب، حيث يعاقب على العواطف النجسة التي فيه، والأعمال الخبيثة الناتجة عنها (2 بط 2: 4 ويه6). غير أن طرده إلى عالم الظلمة لا يمنع اشتغاله في الأرض كإله هذا العالم، وعدو الإنسان اللدود (1 بط 5: 8 و2 كو 2: 11). فكره مشتغل على الدوام بالمقاصد والأعمال التي مآلها قلب مقاصد الله وأعماله. وهو في ذلك كسائر ملائكته جسور مغامر. أما عمله بين الناس منذ البدء، فهو الغدر والمخاصمة والظلم والقساوة. وهو بشخصه أو بواسطة ملائكته يجرب الناس للخطيئة أو يصدهم عن القداسة ويشتكي عليهم بالخطيئة والضعف وعدم الثبات نحو بعضهم ونحو الله. ويعرضهم للشقاوة الحالية والمستقبلة (أي1 و2 ومت4: 1-11 ويو8: 44 وأع26: 18 و1 كو 7: 5 و2 كو 2: 11 وأف6: 11 و1 تس. 3: 5 ورؤ12: 10). وعلى المؤمن أن يقاومه بشدة ولا يخضع له (أف4: 27 ويع4: 7). فعند بذر البذار الحية، أي كلمة الله، يسرقها الشيطان (لو8: 12). أو يزرع معها زوانا (مت13: 38). وهو بهذا يريد أن يتسلط على الناس (أع10: 38). أما أعوانه في هذه التجارب فهم عصبة الأرواح الساقطة الذين شاركوه في العصيان الأول، ويعملون معه لمخالفة إرادة الله، وضرر أولاده الأبرياء (أف6: 11 و2 تي 2: 26). ويظهر أن الشيطان بسماح من الله اكتسب بعض السلطات على عناصر العالم الهيولية، وهو يستخدمها لمقاصده الخبيثة. علما بأنه ذكي، يعرف صفات الإنسان، وطباعه، وأمياله، ويستخدمها للإيقاع به في الخطيئة. ومن يتشرب بتلك صار وكيلا للشيطان في التغرير بالآخرين وإسقاطهم في مهاوي الشر والرذيلة. فمن يصير لهم هذا المشرب وتلك الطباع يلقبون بأبناء الشيطان (يو8: 44 و1 يو 3: 8 و10). بل أن المسيح دعى يهوذا الإسخريوطي شيطانا (يو6: 70). أما كيفية الإيقاع بالناس في الخطيئة وتجربتهم فهي مزدوجة: طريق الغش وطريق الاحتيال. فالشيطان يتقلد مظهر ملاك نور أحيانا (2 كو 11: 14) وتنين أحيانا أخرى. وأحيانا يحتال على الناس بأن يقدم الصورة المقبولة لهم (تك3: : 1-13). ويخفي وراءها شرا مميتا. ويمنع الناس عن فعل الخير (مر4: 15) وذلك بأن يصدهم عن أتمام مقاصدهم (زك3: 1 و2). فإن الشيطان، منذ أخضع آدم وحواء في جنة عدن، أخضع كل جنسنا تحت صولته الظالمة، لأنه خدع الجميع (أف2: 1-3 ورؤ12: 9). وقد جرب الجميع للخطيئة حتى السيد المسيح في البرية ولكن المسيح قهره وانتصر عليه (مت4: 1ويو12: 31). وقد أطلقت كلمة شياطين في الجمع على الأرواح الشريرة (مر1: 34 ولو4: 33، 8: 29). وهي تسكن الناس، فإن هذه الأرواح الشريرة هي رسل مرسلة من قبل الشيطان، وتحت أمره وسلطانه (مت9: 34، 12: 24). أما تلك الأرواح الشريرة، فقد كانت تدخل الناس والبهائم فتحدث فيهم أعراض الجنون والصرع. وكان دخول الشياطين في الناس أمرا حقيقيا، ظهر على هيئة أمراض جسدية وعقلية والخرس (مت9: 32) والعمى (مت12: 22) والصرع (مر9: 17-27) والجنون (مت8: 28). وقد أخرج الرب هؤلاء الشياطين فعلا. وقد ظهر أن أولئك الشياطين قد عرفوا يسوع يقينا وخافوا الدينونة. وكانوا يتكلمون ويتنقلون من شخص إلى آخر وإلى البهائم. وقد وجدت الشياطين نفسها مرغمة على الاعتراف بالمسيح ربا وإلها. وفي ضوء هذا الشرح نفهم قصة المجنون الذي خرج من بين القبور (مر5: 1-20). فقد صرح المسيح بأن هذه الأعراض أحيانا ما تكون من نتيجة عمل الشيطان (مت12: 24-28 ولو4: 35، 10: 18). ولكن لا يجب أن ننسى أن المسيح جاء لكي ينقض أعمال إبليس (1 يو 3: 8). أما نهاية الشيطان فإنه سيقبض عليه ويقيد بالسلسلة ويطرح في الهاوية ويختم عليه لكي لا يضل الأمم فيما بعد. وفي النهاية يطرح في بحيرة النار والكبريت ويعذب نهارا وليلا إلى أبد الآبدين (رؤ20: 1 و2 و10).

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جدول بالنباتات والحيوانات المذكورة في الكتاب المقدس

أفنيكي

فهرس بجميع الكلمات

آبَلِ بَيْتِ مَعْكَةَ

مجور مسابيب

ميليتس

إِشَعْيَاءَ

رِسَالَةُ - وَرَسَائِلَ

جِبِعُونَ

أَبُلُّوسُ