جَرَادَ
ترجمة الكلمة العبرانية [أربة] واليونانية [أكردس] وهو نوع من الحشرات من فصيلة الجندب مشهور بكثرة عدده وشدة شراهته. والنوع المذكور بكثرة في الكتاب المقدس هو النوع الاعتيادي المسمى باللاتينية أيديبودا الراحلة Oedipoda Migratoria وصفه: طول الواحدة منها بوصتان أو أكثر لها أربعة أجنحة، الأماميان أضيق والخلفيان واسعان شفافان، وللواحدة ست أرجل تمشي على أربع وتقفز باثنتين. وللجراد فم قارض يقرض أوراق الشجر والأعشاب والبراعم والزهور والثمار، وكان الجراد يعتبر في الشريعة من الحشرات الطاهرة (لا11: 21 و22). كان يوحنا المعمدان يأكله ولا يزال يؤكل في بعض بلدان الشرق (مت3: 4) وغالبا كان الأسينيون يأكلونه، وكيفية أكله هو أن تقطع أرجله وأجنحته ورأسه وتنزع أمعاؤه ويسوى اللحم الباقي على نار هادئة، وقد يقلى في الزيت أو يجفف في الشمس ويسحق، ثم يحفظ إلى حين الحاجة فيستعاض به عن الدقيق.وهو من أشد الضربات المدمرة المخربة في الشرق، وكان الجراد الضربة الثامنة التي ضرب بها الرب فرعون في أرض مصر (خر10: 4-15 ومز78: 46، 105: 34) لذلك أشير إليه مرارا عديدة كعنوان السخط الألهي (تث28: 38 و1 مل 8: 37 و2 أخ 6: 28 ونا3: 15) كما أن الأمم قديما غير اليهود كانت تعتبره ضربة من السماء فقد قال بلينيوس ما معناه [هذه الضربة دليل سخط الآلهة].وهو يحجب نور الشمس بعدده، والشعوب ترتعد من ظهوره فإنه يعبر البحار الواسعة ويقطع الفلوات الفسيحة ويغطي الحصاد بغيومه المظلمة ويهلك الأثمار ويفني كل نبت.وعندما تحمله ريح شرقية على وادي النيل يحدث ضررا بليغا بالحاصلات الزراعية، لذلك تستعد الحكومات في مصر وفي غيرها من بلدان الشرق لمقاومته ومكافحته وأبادة بيضه بكل وسيلة علمية حديثة.وكثيرا ما شبهت الجيوش بالجراد لكثرة عددها (قض7: 12 وأر46: 23) وشدة تخريبها والأنواع المذكورة في سفر يوئيل 1: 4 وهي: القمص وهو الجراد القارض، الزحاف وهو الجراد الزاحم في زحفه، الغوغاء وهو الجراد النطاط، الطيار وهو الجراد المخرب.ويوئيل هنا يصف أضراره وهي معلومة للقارئ الشرقي، حيث تمشي الصغار كجيش عرمرم مدة النهار وتستريح في الليل أو يخدرها البرد (نا3: 17) وليس للجراد ملك إلا إنه يتقدم بأتقان وانتظام ولا يلتفت يمينا ولا يسارا (أم30: 27) فأذا وجد بيتا أو جدارا في دربه مشى فوقه ويدخل الأبواب والكوى (خر10: 6 ويؤ2: 9) وإذا صادف ماء دخل فيه، فإذا كان الماء نهرا ملأه ومشى بعضه فوق جثث البعض، وإذا كان الماء بحرا غرق فيه الجميع ويحدث أنه لكثرة الجثث على الشاطئ يتولد وباء خطير كما حدث قبل المسيح بمائة وخمس وعشرين سنة وأمات 80000 شخص في ليبية وقيروان ومصر.وإذا كبر الجراد أخذ يطير ويخيم في الهواء (يؤ2: 10) ويسقط بعضه على الأرض فإذ ذاك يجتهد الأهالي أن يمنعوه عن النزول بكل وسائلهم (إر51: 14) ومنها أصوات دق الطبول وقرع الصفائح. والجراد على أنواعه يضع بيضه في شهر نيسان [أبريل] أو أيار [مايو] في حفرة أسطوانية الشكل تحفرها الأنثى ويفقس في شهر حزيران [يونية]. وتجتاز الحشرة منها أطوار النمو من عذراء إلى شرنقة ثم مجنحة فجرادة كاملة النمو.