عِبَادَةِ
هي عادة تكريم الإنسان وخشوعه والتعبير عن خضوعه لله، أو للآلهة الذين يؤمن بهم. وقد وجدت العبادة منذ أن عرف الإنسان الله، ومنذ أن آمن الإنسان بالله أو بإله أو بآلهة أخرى غير الله. فالعبادة تتنوع وتختلف حسب الأزمان والأماكن، وحسب مفاهيم الشعوب وعاداتها. وفي الكتاب المقدس وصف لنوعين من العبادة، أولهما عبادة الأوثان، وما كان يرافقها من بناء المذابح وأشادة المعابد وتقديم الضحايا وأشعال النيران والرقص والغناء، عند العبرانيين أنفسهم أو عند جيرانهم في فلسطين وسورية ومصر واليونان والرومان. أما النوع الثاني فعبادة الله الواحد. وقد كان اليهود يخلعون أحذيتهم وقت العبادة (وهي عادة شرقية لا تزال متبعة عند المسلمين حتى اليوم). ويطأطئون رؤوسهم ويحنون أجسادهم ويسجدون حتى تمس رؤوسهم الأرض. ولما جاء المسيح قابله بعض أتباعه بالطريقة نفسها. ويخبرنا الكتاب أن كرنيليوس سجد لبطرس هكذا (أع10: 25). وللعبادة وطقوسها أثر في العادات، وفي التراث الثقافي والفني للشعب الذي تجري فيه تلك العبادة وهي في الوقت نفسه متأثرة بتلك العادات وبذلك التراث. غير أن المسيحية حاولت، منذ نشأتها، أن تجعل العبادة أمرا طبيعيا، وأن تزيل منها الشكليات المتكلفة التي تصرف العابد عن غايته الحقيقية (وهي الاقتراب من الله والاتصال به) وهي أن أمورا نظامية وظاهرية وطقسية بعيدة عن غاية العبادة.