إِنْجِيلِ
من اللفظ اليوناني أونجيليون ومعناه [خبر طيب] وقد أوجز الإنجيل في يو3: 16 في أن الله أرسل ابنه الوحيد لخلاص المؤمنين. والنقط الرئيسية في الإنجيل كما بشر به بولس هي: أن المسيح مات لأجل خطايانا، وأنه قام من بين الأموات (1 كو 15: 1-4). ويدعى في العهد الجديد [إِنْجِيلِ اللهَ] (رو1: 1 و1 تس 2: 3 و9 و1 تي 1: 11)، و[إِنْجِيلِ \لْمَسِيحِ ] (مر1: 1 ورو1: 16، 15: 19 و1 كو 9: 12 و18 وغلا1: 7) و[إِنْجِيلِ نِعْمَةِ \للهِ] (أع20: 24) و[إِنْجِيلِ \لسَّلاَمِ] (أف6: 15) و[إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ] (أف1: 13) و[إِنْجِيلِ مَجْدِ \لْمَسِيحِ](2 كو 4: 4) و[إِنْجِيلِ \لْمَلَكُوتِ أو بِبِشَارَةِ \لْمَلَكُوتِ] (مت4: 23) وقد بشر يسوع المسيح نفسه بهذا الإنجيل (مر1: 14) وبشر به الرسل(أع16: 10) والمبشرون (أع8: 25).وقد استعمل جستن مارتر (الشهيد) كلمة إنجيل عن الكتابات التي تتضمن الشهادة الرسولية ليسوع في عصر مبكر وفي سنة 150 م. تقريبا. والكلمة العربية للإنجيل وهي بشارة، تشمل هذا المعنى أيضا أي أنها كتاب رسولي يختص بحياة المسيح على الأرض.الأناجيل الأربعة القانونية: نسب الكتاب المسيحيون في القرن الثاني الميلادي الأربعة الأناجيل إلى متى ومرقس ولوقا ويوحنا. وقد تسلمت الكنيسة هذه الكتابات كسجلات يوثق بها وذات سلطان إذ تحتوي على شهادة الرسل عن حياة المسيح وتعاليمه. وبدأ الكتاب المسيحيون من القرن الثاني الميلادي باقتباس هذه الأناجيل وشرحها وقاموا بعمل ترجمات منها إلى لغات متنوعة كالسريانية والقبطية واللاتينية، ولذا فما من شك في أن هذه الأناجيل سجلات رسولية صحيحة صادقة. وتؤيد الرسائل في العهد الجديد صورة حياة المسيح وتعاليمه وأعماله وشخصه كإنسان وإله كما وردت في هذه الأناجيل.ولكل من الأناجيل الأربعة خاصياته المميزة له التي تفرد بها بسبب غرض الكاتب في كتابته والأشخاص الذين كتب إليهم كما كانت ماثلة في ذهنه. فقد كتب متى من وجهة النظر اليهودية، وهو يقدم لنا يسوع كالمسيا الملك الذي تمت فيه نبوات العهد القديم. ومرقس يكتب للأمم وربما كان يقصد الرومانيين منهم بوجه خاص، وهو يقدم لنا فوق كل شيء قوة المسيح للخلاص كما تظهر في معجزاته. أما لوقا وهو يكتب للمثقفين من اليونان، يكتب لهم في لغة بأسلوب أكثر روعة مما كتب غيره من كتبة الأناجيل، ويظهر لنا تأثير الرسول بولس في أبراز نعمة المسيح التي تشمل الساقطين والمنبوذين والفقراء والمساكين بعطفه. أما قصد يوحنا الخاص فهو في أن يظهر يسوع كالكلمة المتجسد الذي يعلن الآب للذين يقبلونه (يو20: 30 و31).ويوجد بين الأناجيل الثلاثة الأولى كثيرا من التشابه ولكنها تختلف عن إنجيل يوحنا من عدة أوجه. وبما أن متى ومرقس ولوقا يقدمون حياة المسيح من وجهات نظر متشابهة على وجه العموم لذا فقد أطلق على هذه الأناجيل الثلاثة اسم [الأناجيل المتشابهة] أو Synoptic وهي مأخوذة من كلمة Synopsis اليونانية التي تعني [النظر معا] وهؤلاء يركزون كتاباتهم حول تبشير المسيح ومناداته في الجليل بينما يركز يوحنا إنجيله حول عمل المسيح في اليهودية. ويقدم الثلاثة الأول تعاليم المسيح عن الملكوت وأمثاله وتعليمه للشعب، أما يوحنا فيسجل لنا تعليم المسيح عن نفسه في أحاديث مستفيضة، وتشترك الأناجيل الأربعة في الشيء الكثير بحيث يؤيدون كل واحد منهم الآخر، ويختلفون عن بعضهم البعض بحيث يكمل الواحد منهم الآخر ويتممه.أما المصادر التي استقى منها البشيرون الأربعة المعلومات التي ضمنوها في أناجيلهم فهي مصادر موثوق بها. فقد كان متى ويوحنا رسولين اتبعا يسوع ولذا فمعرفتهما بالحوادث التي سجلاها هي معرفة شخصية. أما مرقس فقد كان رفيقا لبطرس وقد ذكر بياس حوالي سنة 140 ميلادية أن مرقس ضمن في إنجيله ما وعظ به بطرس عن يسوع. ويحقق لنا لوقا نفسه بأنه استقى معلوماته من شهود عيان (لو1: 1-4) ولذا فإننا نجد في الأناجيل شهادة الرسل.ويظن بعض العلماء أن مرقس هو أول الأناجيل التي دونت، وأن متى ولوقا استخدما على وجه العموم نفس النقاط الرئيسية التي وضعها مرقس. وهناك فريق من النقاد ويسمون [نقاد الشكل] يؤكدون أن مادة الأناجيل حفظت في أحاديث شفاهية. وقد أشار غيرهم من العلماء إلى أساس أرامي يرى في خلال لغة الأناجيل اليونانية كما هي بين أيدينا، وأن هذه البقايا الأرامية في الأناجيل دليل على زمن كتابتها المبكر، ودليل أيضا على صحتها وصدقها ولا سيما وأن المسيح كان يتكلم الأرامية في أحاديثه.وأخيرا أن وعد المسيح لتلاميذه ليؤيد صدق هذه الأناجيل وصحة رسوليتها فقد قال: [أَمَّا \لْمُعَزِّي، \لرُّوحُ \لْقُدُسُ، \لَّذِي سَيُرْسِلُهُ \لآبُ بِـ/سْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ] (يو14: 26).الأناجيل غير القانونية: يدخل تحت هذا العنوان كل ما كتبه بعض الكتاب في العصر المسيحي المبكر بعد العصر الرسولي بما يختص بأخبار سيرة مخلصنا، ونسبوه إلى غيرهم كأنجيل يعقوب وأنجيل نيقوديموس وإنجيل الأبيونيين وإنجيل المصريين وإنجيل العبرانيين وإنجيل الناسيين وإنجيل بطرس وإنجيل توما وإنجيل الطفولية وهو إنجيل عربي. والمظنون أن إنجيل يعقوب كتب في القرن الثاني. وأما موضوع هذه الأناجيل فوصف لحالة يوسف والعذراء مريم، والعجائب التي عملها المسيح في حداثته، وما شاهده في الهاوية وغير هذه مما يرضي عقول السذج ومن شابههم من العامة الذين يرتاحون إلى مثل هذه الأساطير وأخبار القصصيين. أما نقص هذه الأناجيل فظاهر لأنها تناقض روح المخلص وحياته على أنها دليل على صحة الأسفار القانونية دلالة النقود الزائفة على وجود النقود الصحيحة الحقيقية الخالصة.اتفاق البشيرين: ويراد به جمع الأناجيل القانونية معا وترتيبها على نسق يظهر أوجه التشابه وأوجه الاختلاف بينها فتوضع المادة التي في كل إنجيل على حدة في عمود يقابل المادة المشابهة لها أو المختلفة عنها في غيره من الأناجيل الأخرى مع أظهار تاريخ الحوادث المذكورة في كل من الأناجيل (انظر: [متى] و[مرقس] و[لوقا] و[يوحنا]).وأقدم اتفاق للبشيرين بقي لدينا هو الذي أعده تاشيان في سنة 170 م. وقد ترجم أبو الفرج المدعو بابن العبري اتفاق البشيرين هذا إلى العربية في القرن الثالث عشر الميلادي.أندراوس: اسم يوناني معناه [رجل حقا] وهو اسم أحد تلاميذ المسيح وأخ سمعان بطرس وكان موطنه بيت صيدا (يو1: 44) وكان صيادا كبطرس (مر1: 16-18) وكان لأندراوس بيت مع بطرس في كفر ناحوم (مر1: 29) وكان تلميذا ليوحنا المعمدان الذي أرشده إلى يسوع حمل الله وبعد ما اقتنع أندراوس بأن يسوع هو المسيا أحضر بطرس أخاه إلى يسوع (يو1: 35-42) وقد دعا يسوع أندراوس ليتبعه (مر1: 16) وقد جاء ذكره في سجل الرسل كما ورد في مر3: 18. وأندراوس هو الذي أخبر يسوع عن الصبي الذي كان معه خمسة أرغفة وسمكتان عند أطعام الخمسة آلاف (يو6: 8 و9) وقد سأل هو وبطرس ويعقوب ويوحنا عن خراب أورشليم ومجيء المسيح الثاني(مر13: 3 و4) وأخبر هو وفيلبس يسوع برغبة بعض اليونانيين في رؤيته (يو12: 22).ويقول التقليد أن أندراوس استشهد في باتريا في أخائيا في القسم الجنوبي من بلاد اليونان وأنه صلب على صليب بشكل (في) وهذا النوع من الصلبان يسمى الآن صليب القديس أندراوس. ويقول تقليد آخر أن سفينة كانت تحمل شيئين من بقايا أندراوس غرقت بالقرب من المكان المعروف الآن باسم مدينة القديس أندراوس في أسكتلندا. وتقام ذكرى استشهاده في 30 من نوفمبر من كل عام وتلقى العظات في ذلك اليوم في بعض الكنائس عن الأرساليات التبشيرية بما أن أندراوس يبرز في الأناجيل كالشخص الذي يحضر الآخرين إلى يسوع. ومما هو محقق أن الرسول أندراوس لم يكتب سفر الأبوكريفا المعروف باسم [أعمال القديس أندراوس].