حَرْبَ
قبل الاشتباك في حرب عدوانية، استشار العبرانيون الله ليعرفوا أرادته في الأمر (قض20: 23 و27 و28 و1 صم 14: 37، 23: 2 و1 مل 22: 6). أو عندما لم يكن ممكنا تجنب القتال، كانوا يطلبون معونة الله بالصلاة وأحيانا بالذبائح (1 صم 7: 8 و9، 13: 12 و2 أخ 20: 5-12). وكان الوثنيون يلجأون إلى العرافة للأغراض نفسها (حز21: 21)، وكانوا يهتمون بأن يبدأوا الحرب في يوم حسن الطالع حسب زعمهم. وعادة كان الجواسيس يرسلون إلى الأمام للحصول على معلومات خاصة بالبلاد، ولأخذ الاستعداد للمقاومة قبل دخول بلاد معادية أو الاشتباك في معركة (عد13: 17 ويش2: 1 وقض7: 9-11 و1 صم 26: 4). وعندما كان الأسرى يؤخذون كانوا يستجوبون للغرض نفسه (قض8: 14 و1 صم 30: 11-15). وعندما كان العدو يقترب جدا إلى المعركة، كان الكاهن أو القائد يشجع الشعب بأن يذكرهم بحضور الله ومعونته، وكان الضباط يعفون من الخدمة الخائفين والذين بنوا بيوتا ولم يسكنوها، أو غرسوا كرما ولم يتمتعوا بثمره، أو خطبوا نساء ولم يتزوجوهن بعد (تث20: 2-9 و2 أخ 20: 14-20). وكانت تستخدم خطط حربية متعددة، مثل المباغتة، والكمين، والتظاهر بالفرار، والمخادعة (تك14: 15 ويش8: 2-7 وقض7: 16-22 و2 صم 5: 23). وأحيانا عندما كانت الجيوش المتعادية تصطف للمعركة، كان يقع الاختيار على بطل من كل معسكر (1 صم 17). وفيما عدا ذلك كان يلتحم القتال. وكان البوق يضرب للهجوم، وكان نفخ البوق أشارة للزحف واستغاثة بالله (عد10: 9 ويش6: 5 وقض7: 20 و2 أخ 13: 12). وكان الجيش يهجم إلى الأمام بهتاف (يش6: 5 و1 صم 17: 52 وإر50: 42 وحز21: 22 وعا1: 14)، ثم يشتبك الجنود في القتال يدا ليد. وكانت المطاردة دموية. وكان العبرانيون عندما ينتصرون، ينهبون معسكر العدو، ويسلبون الموتى، مثلهم في ذلك مثل غيرهم من الأمم في عصرهم (قض8: 24-26 و1 صم 31: 9 و2 أخ 20: 25)، وأحيانا كانوا يقتلون أو يشوهون الأسرى (يش8: 23 و29، 10: 22-27 وقض1: 6، 8: 21 و2 صم 8: 2)، وفي أكثر الأحيان كانوا يصيرونهم عبيدا.وعندما كانت تحاصر مدينة ما، كان المحاصرون يحصنون معسكرهم ضد الهجوم، وأذا أمكن، فأنهم كانوا يقطعون الماء عن المدينة. ولكي يدفعوا آلاتهم الحربية إلى العمل كانوا يقيمون المتاريس – أي كوم التراب في اتجاه المدينة (2 صم 20: 15 وحز4: 2). وكان المتراس يزداد في الارتفاع بالتدريج حتى كان أحيانا يصل إلى نصف ارتفاع سور المدينة. فوق هذا المستوى المائل كان يسير الكبش، وهو آلة حربية لهدم الأسوار، حتى يصل إلى موقع مناسب، ثم من أعلاه ومن المتراس، كان رماة النبال والمسلحون بالمقاليع يطلقون قذائفهم. وكانت توضع سلالم التسلق على قمة المتراس للتسلق على السور. وأحيانا كان يوضع الوقود على الأبواب وتشعل فيه النار لكي تحترق ثم تفتح ثغرة للدخول للمدينة (قض9: 52)، وأحيانا ما كان رماة النبال يهاجمون المدافعين عن السور، وكان هؤلاء الرماة يقفون عند قاعدة السور، وليس على المتراس. وكان المحاصرون يستعدون للمحاصرة بحماية مصادر مياههم، وترميم تحصيناتهم وتقويتها (2 أخ 32: 3-5). وكانوا يزعجون العدو ويحاولون أن يضطروه للخروج لمهاجمتهم. وكانوا يصدون الهجوم ويعوقون المحاصرين في عملياتهم العدوانية بإطلاق الرماح والحجارة ورميهم بالسهام من الأسوار، وكانوا يتلفون أو يحاولون أن يتلفوا الآلات الحربية بواسطة رمي شعلات محترقة عليها وبواسطة تقويض الأكوام التي كانت تقوم عليها الكباش (2 صم 11: 21 و24 و2 أخ 26: 15). وكثيرا ما كانت المدن المسبية تخرب ويذبح سكانها، ولا يستبقى منها أحد لا بالنسبة لسنه ولا بالنسبة لجنسه (يش6: 21 و24، 8: 24-29، 10: 22-27 و2 مل 15: 16). وكان يحتفل بالنصر بالغناء والرقص (خر15: 1-21 وقض5 و1 صم 18: 6 و2 أخ 20: 26-28). انظر كلمة [جيش].