شَمْشُونَ
اسم عبري معناه [شمس] وهو ابن منوح. وكان قاضيا لبني إسرائيل قضى مدة عشرين سنة (قض13: 2-24). انظر [منوح] وكان معروفا بقوته العجيبة. وعند اكتمال شبابه تزوج بامرأة من تمنة، وهي مدينة فلسطينية، وكان ذلك بدون رضى والديه، وضد الناموس (خر34: 16 وتث7: 3). وكان في ذهابه إلى تلك المدينة أنه قابل أسدا وقتله (قض14: 5-9). ثم وجد بعد ذلك في جثة الأسد دبرا من النحل، فأكل من العسل، وأعطى والديه. فعندما كان في الاحتفال بزفافه، حاجى الفلسطينيين أحجية مؤسسة على هذه الحادثة، ووعد بهدية ثمينة لمن يحلها في سبعة أيام الوليمة. واشترط عليهم أن يقدموا مثل هذه الهدية له إن لم يقدروا على حل الأحجية، ولما لم يقدروا استنجدوا بزوجته التي ألحت عليه، حتى عرفت منه الجواب. وإذ كان الفلسطينيون قد هددوها هي وأهلها تهديدا شديدا، أخبرتهم بالحل وعرف شمشون ما حدث، وقدم لهم الهدية، ولكنه قدمها على حساب ثلاثين من بني شعبهم ومواطنيهم الذين قتلهم، ثم هجر امرأته التي خانته. وبعد مضي وقت، عاد إلى تمنة ليصالح امرأته فوجد أنها كانت قد تزوجت بشخص آخر ورفضوا أن يسمحوا له بأن يراها. فأمسك ثلاث مئة بنات آوى، ووضع مشعلا بين كل ذنبين، ثم أضرم المشاعل نارا، وأطلق بنات آوى بين مزارع الفلسطينيين وكرومهم، وأحرقها. وعقابا لشمشون، اقتص الفلسطينيون من امرأته، فأحرقوها هي وأهلها بالنار. ولما رأى شمشون ذلك العمل الوحشي، قتل منهم عددا كبيرا (قض15: 1-8). ثم لجأ شمشون إلى صخرة عظيمة في أرض يهوذا. فأتى إليه الفلسطينيون للانتقام منه، وضربوا كل البلاد حواليه، فجاء ثلاثة آلاف من رجال يهوذا إلى شمشون ولاموه لأنه أثار عليهم الفلسطينيين. فأذن لهم أن يوثقوه ويسلموه إلى أيديهم. ففرحوا بأن يأخذوه ويأسروه. وإذ به يحل الوثاق من ذراعيه، ويقبض على فك حمار، ويضرب به ألفا من الفلسطينيين. وفي ذلك الوقت عطش، ففتح الله له ينبوع ماء في الكفة، فشرب وانتعش. وبعد ذلك ذهب شمشون إلى غزة، حيث تعرف على دليلة، امرأة بغي. وقد احتالت دليلة عليه حتى كشفت سر قوته العظيمة، وعرفت أنه كان في شعره، لأنه كان نذير الرب من بطن أمه (قض16: 17). فأتى الفلسطينيون عليه وهو نائم، وجزوا شعره، وأوثقوه بسلاسل من نحاس، وقلعوا عينيه، ثم أخذوه إلى غزة ووضعوه في السجن. وإذ كانوا قد أسروا عدوهم القوي، اجتمع أقطاب الفلسطينيين للفرح. وطلبوا شمشون ليسخروا منه. وكان في وسط البيت عمودان كبيران. فقاده صبي إلى ما بينهما، وكان قد اجتمع في البيت جمهور من شرفاء الفلسطينيين، ووقف على السطح نحو 3000، ليروا شمشون يلعب. فطلب شمشون إذنا بأن يستند على العمودين اللذين عن جانبيه. فلما وقعت يداه عليهما، صلى إلى الله من أجل المعونة، ثم قبض على العمودين، وانحنى بكل قوته، فزعزعهما. وسقط البيت عليه وعلى من فيه، فماتوا جميعا. وقد حسب شمشون ضمن سحابة المؤمنين (عب11: 32 و33). ولم يكن له من قوة العقل مثلما كان له من قوة الجسم. والظاهر أنه لم يعلم، فكانت عواطفه الجامحة مستولية عليه. ولم يكن يعتبر مقامه كقاض لبني إسرائيل، إلا أنه لم يخل من حب الوطن.