عَدَدِ
وردت الأعداد في العهد القديم العبري مكتوبة بأسمائها كاملة اللفظ، وأما في العهد الجديد اليوناني فوردت مكتوبة بأسمائها أو بحروف تشير إليها. وكان اليهود يستعملون الأعداد في معاملاتهم التجارية، شأن باقي الشعوب القديمة. أنما كان لبعض الأعداد معان خاصة ترمز إلى أشياء خاصة، وهي معان ورموز اشترك اليهود في بعضها مع شعوب شرقية أخرى، من مصر وسوريا وما بين النهرين. فكان الواحد يرمز إلى الوحدة. وكان للثلاثة قوة وأهمية، لأنها رمز الثالوث الأقدس. وكثيرا ما كان العبرانيون يشددون على أمر ما بالتوكيد عليه ثلاث مرات كقولهم: «هَيْكَلُ \لرَّبِّ هَيْكَلُ \لرَّبِّ، هَيْكَلُ \لرَّبِّ، هُوَ!] (إر7: 4)، «يَا أَرْضُ يَا أَرْضُ يَا أَرْضُ...] (إر22: 29)، «مُنْقَلِباً مُنْقَلِباً مُنْقَلِباً أَجْعَلُهُ] (حز21: 27)، «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ] (إش6: 3). وكانت الأربعة ترمز إلى العالم والطبيعة والبشر، فالرياح أربعة (حز37: 9)، والحيوانات أربعة (حز1: 5-10)، ولكل حيوان أربعة أوجه وأربعة أجنحة وأربعة جوانب، وحيوانات الرؤيا أربعة (رؤ4: 6)، وحيوانات دانيال أربعة (دا7: 3)، والتعويض عن المسروق بأربعة (خر22: 1)، وجهات الأرض أربع (إش11: 12)، والعربات أربع (زك6: 1 و5). وكانت الخمسة علامة شؤم عند جميع الشعوب الشرقية ومن ضمنها اليهود، ومنها نشأ القول التالي: «خمسة بعيون الشيطان]، ومنها أيضا نشأت عادة رسم صورة الكف، بأصابعها الخمسة، على مداخل البيوت، لطرد العين الحاسدة. ومن مخمسات الكتاب العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات، والتعويض عن المسروق منه (خر22: 1). وعدد سبعة من الأعداد الشائعة عند الشعوب الشرقية، وكان رمز البركة وعلامة الكمال. فعدد العهود الألهية للإنسان سبعة. وكذلك عدد الكهنة الذين حملوا الأبواق وطافوا حول أريحا سبع مرات (يش6: 4)، وكذلك أيام الأسبوع. وعدد الكنائس (رؤ1: 4) والبقرات والسنابل وسنو الشبع وسنو الجوع (تك41: 25-32) والملائكة (رؤ15: 1). وفي أيديهم سبع جامات وسبع ضربات، وللتنين سبع رؤوس وسبعة تيجان (رؤ12: 3). وللقداسة رقم سبعة راجع (تك2: 2، 4: 24، 221: 28). وعشرة، وهي عدد أصابع الرجلين وأصابع اليدين، وترمز إلى التمام. وهي عدد الوصايا، وعدد القرون على رؤوس التنين (رؤ12: 3)، وكذلك كان للحيوان في رؤيا دانيال عشرة قرون (دا7: 7). وكان عدد الضربات التي أرسلها الله لمصر عشر. ودل رقم الاثني عشر على عدد العهود، عدد الأسباط، عدد الحجارة الكريمة على صدر الكاهن العظيم، عدد الرسل، أبواب أورشليم الجديدة. وكان هذا الرقم أساس النظام الحسابي عند البابليين. وكان لعدد أربعين أهمية (خر24: 18 و1 مل 19: 8 ويون3: 4). وقد تاه بنو إسرائيل في البرية أربعين سنة. وجرب المسيح أربعين يوما. ومن السبعينات عدد الشيوخ وعدد تلاميذ الرب (عد11: 16 ولو10: 1). واستعمل رقم الألف رمزا للكثرة غير المحدودة (تث1: 11، 7: 9، 32: 30 و1 أخ 16: 15 وأي9: 3 ومز50: 10 وإلخ).