يربعام
اسم عبري معناه [يكثر الشعب] وهو: 1- ابن ناباط من سبط إفرايم وصروعة. ولد في صردة في وادي الأردن وهو الملك الأول في المملكة الشمالية بعد انقسام مملكة سليمان في أيام رحبعام. وملك حوالي 22 سنة )1 مل 14: 20). (حوالي 931-910 ق.م) وأظهر منذ حداثته ذكاء وفطنة، فعينه سليمان ناظرا للعملة من سبطه عندما كان يرمم أورشليم والسور الذي تصدع وتهدم عندما أخذ داود المدينة من اليبوسيين. وفي ذات يوم أخبره أخيا النبي أن مملكة سليمان ستنقسم وأنه سيصبح ملكا على الأسباط العشرة الشمالية. ولما عرف سليمان بالأمر طلب قتله، فهرب إلى مصر، وبقي هناك إلى بعد موت سليمان (1 مل 11: 26-40). وبعد موتسليمان أتى يربعام وجماعة من الأسباط الشمالية إلى رحبعام بن سليمان وطلبوا الإصلاح. فأجابهم رحبعام بجفاء. فعصت الأسباط العشرة، وجعلوا يربعام ملكا عليهم. فجعل شكيم عاصمته، وخشية أن يصعد الشعب إلى أورشليم للأعياد ويجدد ولاءه القديم لبيت داود، نصب عجلين من ذهب، أحدهما في بيت إيل والآخر في دان، أي في طرفي مملكته، ونادى بوجوب عبادتهما (1 مل 12: 26-33). وأمر أن يكون عيد الحصاد، الذي كان يعيد في يهوذا في اليوم الخامس عشر من الشهر السابع، في الخامس عشر من الشهر الثامن في المملكة الشمالية (1 مل 12: 32 و33). ووافقت الأكثرية الساحقة من الشعب على هذا التغيير. وجمع الشعب في بيت إيل في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن وقدم للعجلين ذبيحة. وبينما كان الشعب يحتفل إذ نبي من يهوذا يتقدم ويتنبأ على مسمع منهم أن يوشيا سيهدم هذا المذبح ويحرق عليه عظام الكهنة. ثم قال: والعلامة الإلهية على صحة هذه النبوة هي أن المذبح ينشق والرماد يذرى. فلما سمع يربعام ذلك مد يده ليقبض على النبي. فيبست يده، ولم يقدر أن يرجعها إليه، وانشق المذبح حسبما تنبأ النبي. وعندئذ طلب يربعام من النبي أن يطلب له من الله من أجل يده، ففعل النبي وعادت يده صحيحة كما كانت. بيد أن يربعام لم يرعو، واستمر الشعب في عبادته للعجلين فعاقبه الله بمرض ابنه. فطلب إلى امرأته أن تذهب إلى النبي أخيا، الذي كان قد بلغ عتيا من السنين، وتستشيره بخصوص المرض، فعلم النبي بقدومها وأخبرها بالويل الذي كان عتيدا أن يأتي على كل بيته، وسبي الشعب وتشتيته، وأخبرها بموت الولد عندما تدخل به المدينة، وهكذا صار (1 مل 14: 1-18). وجعل يربعام شكيم [نابلس] عاصمته. ولما كان تحصين هذه المدينة متعذرا نقل السلطة إلى عبر الأردن، إلى فنوئيل بقرب سكوت. ويرجح أن هذا الانتقال حصل عندما غزا فلسطين شيشق ملك مصر، الذي افتتح غربي الأردن. وبعد هذا انتقلت العاصمة إلى مدينة ترصة في غربي الأردن، وهي تل الفرعة التي تبعد سبعة أميال من نابلس إلى الشمال الشرقي. وإلى جانب العجل مجد يربعام آلهة أخرى (1 مل 14: 9). منها عشتاروت إلهة الصيدونيين، وكموش إله الموآبيين، وملكوم إله العمونيين (1 مل 12: 31 و2 أخ 11: 13-15، 13: 9). وقد أيد جميع الملوك الذين تعاقبوا على المملكة الشمالية هذه العبادة ما عدا ملك واحد هو يوشيا. ولذلك وصفوا بأنهم يسلكون طريق بن ناباط [الذي جعل إسرائيل يخطئ] (1 مل 15: 26 و34، 16: 19 و31، 22: 42). وأبعد الشعب عن عبادة الله. وملك يربعام حوالي ربع قرن. وخلفه ابنه ناداب (901-900 ق.م). الذي سار في طريق أبيه وفي خطيئته. ودامت الحروب على فترات متقطعة بين يهوذا والأسباط الشمالية كل مدة حياة يربعام. 2- ابن يوآش بن يهوآحاز بن ياهو والملك الثالث عشر في سلسلة الملوك التسعة عشر في المملكة الشمالية. ملك 41 سنة (786-746 ق.م). وازدهرت المملكة في أيامه واستتب فيها الأمن نسبيا. وخلفه ابنه زكريا. ثم أن انتصاره على بن هدو الثالث ملك سوريا واسترجاعه دمشق التاريخية وحماة (2 مل 14: 23). وتسلطه على مملكة سليمان كلها ما عدا اليهودية، جعل المملكة الشمالية تزدهر ويعم فيها الرخاء في أيامه وذكر بيان أعماله المدهش في )2 مل 14: 23-29، 17: 7-23). وأقوال النبيين هوشع وعاموس اللذين تنبأا في الشمال، وإشعياء الذي عاش في مملكة يهوذا تلقي نورا على الظروف الدينية والأخلاقية والاقتصادية في أيام يربعام الثاني هذا )هو4: 1-3 و6-10، 5: 1-14، 6: 4-10 وعا2: 6-5: 27، 8: 4-6، 7: 3-16، 9: 3-9 وإش9: 8-10). وكانت مملكة يربعام بشكل هلال في جغرافيتها وهيئتها الطبيعية. إما في تصرفاتها فكانت نظير [حمامة حمقاء] تطير مرة إلى مصر وأخرى إلى أشور. [وباع شعبه البار بالفضة، والبائس لأجل نعلين] (عا6: 2). واستولى على الشعب في ملكه الخمول والكبرياء والظلم والترفه وانتشرت عبادة الأوثان (عا2: 6-16، 5: 4 و5). وبسبب تدهور أخلاقهم كره الرب ذبائحهم الكثيرة وأعيادهم (عا5: 21). فهاب بهم قائلا [إني أريد رحمة لا ذبيحة] (هو6: 6). وهذه الأعمال أدت إلى أسرهم جزاء وقصاصا لهم (هو9). ويبدو أن يربعام أفاد قليلا من نصح يونان بن أمتاي. وملكه صورة جلية لما للرخاء الاقتصادي من تأثير على حياة الناس الروحية. ويظن أن قطع الفخار المنقوش عليها أيصالات والتي وجدت في مستودع أحد القصور في السامرة ترجع على عهد يربعام الثاني، إلى النصف الأول من القرن الثامن قبل الميلاد. ويستدل منها إنه ظل معمول بأنظمة سليمان الإدارية مدة قرن ونصف بعد موته. ونقشت عليها أسماء شخصية كثيرة تشير إلى البعل كما تشير إلى يهوه. ومن الجائز أن يكون [البعل] قد ذكر أحيانا للدلالة على [رب] بمعنى يهوه. وقد دلت الكتابات المنقوشة على القطع الأثرية في السامرة أن الفلاحين كانوا يدفعون ضرائب ملكية منها جرار من الخمر والزيت.