بَنِو عَمُّونَ
أنهم نسل بن عمي، ابن لوط، الذي ولد في مجاورة صوغر، وانتشرت ذريته في الشمال وسكنت جبال جلعاد بين نهري أرنون ويبوق. وكانوا على صراع مستمر مع الأموريين إلى الشمال منهم، خاصة على الحدود الشرقية والشمالية. واشتهر سيحون الأموري، بسلبه قسما كبيرا من أراضيهم (عد21: 24 وتث2: 37 وقض11: 13 و22). ونال العمونيون غضب الله لأنهم تحالفوا مع الموآبيين ضد بني إسرائيل وحكم أن لا يدخل أحد منهم في جماعة الرب، في العهد القديم حتى الجيل العاشر (تث23: 3-6). ولم تكن علاقاتهم مع بني إسرائيل سليمة، مع أن جدهم هو لوط، أحد كبار رجال العبرانيين (تث2: 19 و2 أخ 20: 10). وقد طالب أحد ملوكهم باسترداد أراضيه التي استولى بنو إسرائيل عليها عند مجيئهم إلى البلاد (قض11: 13). إلا أنه لم يستطع تنفيذ مطالبه بالقوة، وخسر الحرب مع يفتاح قائد بني إسرائيل الذي تغلب عليه. وفي عهد شاول أغار ملك العمونيين، ناحاش، على يابيش جلعاد، وقسى في معاملة أهلها. فاستدعى هؤلاء معونة باقي بني إسرائيل الذين هرعوا لمساعدتهم وهزموا العمونيين (1 صم 11: 1-10). وكان ناحاش صديقا لداود، لعداء كليهما لشاول. وبعد موت ناحاش وشاول، أرسل داود إلى ابن ناحاش وخليفته، حانون، وفدا للتعزية. إلا أن حانون أساء التصرف للوفد وحلق أنصاف لحى أفراده. ونشبت الحرب بين البلدين، واحتل جيش داود عاصمة العمونيين، ربة، ودمروا بقية مدنهم، وأخذوا التاج من رأس الملك ووضعوه على رأس داود، واستعبدوا الشعب لبني إسرائيل (2 صم 12: 26-31). وحاول العمونيون الانتقام. فاغتنموا فرصة ضعف يهوشافاط وتحاربوا مع الأدوميين وهاجموا مملكتي يهوذا وبني إسرائيل (2 أخ 20: 1-3 و2 مل 24: 2). وحرموا اليهود من تأليف مجتمع جديد (2 مل 25: 25 وإر40: 11-14). وبسبب احتلالهم أرض بني إسرائيل (إر49: 1-6) وازدرائهم باليهود عند سبيهم (حز25: 2-7 و10) تنبأ الأنبياء عليهم بالدمار وهددوهم (إر49: 1-6 وحز21: 20، 25: 1-7 وعا1: 13-15 وصف2: 8 و11). فقد عارضوا إعادة بناء أسوار القدس، بعد السبي (نح4: 3 و7). ثم أن اليهود حاربوهم في عهد المكابيين. وانتهى تاريخهم بالتدريج، واندمجوا مع باقي سكان شرقي الأردن في العهد اليوناني والروماني. ثم أقيمت مدينة عمان على بقايا عاصمتهم ربة عمون. ومن صفات العمونيين أنهم كانوا قساة. وكانوا يقدمون أبناءهم ذبائح للإله ملكوم أشهر أصنامهم (1 مل 11: 5 و33). وسمي أيضا مولك (1 مل 11: 7). وعبدوا أيضا كموش إله الموآبيين، في عهد يفتاح (قض11: 24).