إِسْرَائيِلَ
معنى هذا الاسم العبري [يجاهد مع الله] أو [الله يصارع] وقد أطلق هذا الاسم في الكتاب المقدس على ما يأتي:1- يعقوب، إذ أطلقه عليه الملاك الذي صارعه حتى مطلع الفجر في فنوئيل في مخاضة يبوق (تك32: 28) انظر [يعقوب].2- نسل يعقوب جميعا، فاستعمل كمرادف لبني إسرائيل. ففي الشعر العبري كثيرا ما نجد يعقوب في صدر البيت، ويقابلها إسرائيل في عجزه أو العكس بالعكس (عد23: 7 ومز14: 7). وقد بدأ بتسمية نسل يعقوب [أسرائيل] حتى وهو بعد حي (تك34: 7) وأحيانا كان بنو إسرائيل أثناء تيهانهم في البرية يلقبون بأسرائيل (خر32: 4 وتث4: 1). وقد أصبح اسم أسرائيل يطلق على كل الاثني عشر سبطا كأمة واستمر كذلك من وقت افتتاح أرض كنعان على يد يشوع إلى موت سليمان. وأول أشارة إلى إسرائيل كأمة خارج الكتاب المقدس نجدها في نقش لمنفتاح فرعون مصر الذي حكم مصر من سنة 1234-1227 ق.م. وقد حكم مملكة أسرائيل المتحدة ثلاثة ملوك شاول وداود وسليمان أي من سنة 1050 تقريبا إلى سنة 930 ق.م. تقريبا، وبعد الرجوع من السبي يتحدث الكتاب عن الإسرائيليين الذين رجعوا من بابل وسكنوا في فلسطين ويطلق عليهم اسم أسرائيل كمرادف لشعب أسرائيل (عز10: 5 قارنه مع 9: 1) أو بدل بني أسرائيل (نح9: 2 قارنه مع عدد 1).3- يطلق هذا الاسم على العشرة الأسباط الذين انشقوا وانفصلوا عن يهوذا وبنيامين وأصبحوا مملكة أسرائيل وقد أطلق الاسم على الأسباط التي تسكن الشمال لتمييزها عن سبط يهوذا (1 صم 11: 8) وبعد موت شاول اعترفت الأسباط الشمالية بابن شاول [أشيبوشث] ملكا عليها ومن ذلك الوقت فصاعدا أصبح الاسم [أسرائيل] يدل على الأسباط التي كانت تسكن في الشمال (2 صم 2: 9). ومع أن المملكة اتحدت بعد ذلك أي أثناء حكم داود وسليمان فأن هذه الأسباط نفسها ثارت على رحبعام وكونت مملكة أسرائيل التي حكمها يربعام. وهذه الأسباط العشرة الثائرة هي: رأوبين، جاد، نصف سبط منسى، (وكان هؤلاء يسكنون شرقي الأردن) ونصف سبط منسى وأفرايم وزبولون وأشير ودان ومعظم بنيامين كانوا يسكنون غربي الأردن أما أسباب هذا الانقسام فبعضها يرجع إلى:1- الغيرة القديمة بين سبطي يهوذا وأفرايم التي ترجع إلى وقت دخولهم أرض كنعان.2- التحيز الذي أظهره داود وسليمان بنوع خاص ليهوذا وأورشليم مما أثار حفيظة الأسباط التي كانت تسكن في الشمال.3- فداحة الضرائب وقسوة أعمال التسخير التي فرضها سليمان على الشعب في أورشليم.4- رفض رحبعام أن يخفف حمل هذه الضرائب وأعمال التسخير.ولقد كانت مملكة أسرائيل تختلف عن مملكة يهوذا من عدة نواح:1- كانت أرض مملكة أسرائيل أكبر من يهوذا كثيرا فقد كانت مساحة أرضها ضعف مساحة أرض يهوذا وكان عدد سكانها ثلاثة أمثال عدد سكان يهوذا.2- كانت أرض مملكة أسرائيل كثيرة السهول صالحة للزراعة ولشق طرق التجارة بين آسيا وأفريقيا.3- هذه السهول وهذه الطرق التجارية جعلت أسرائيل أكثر عرضة من يهوذا للغزو وللمؤثرات الأجنبية.4- كان في يهوذا بيت ملكي واحد له مواعيد الله التي أعطاها لداود أما في أسرائيل فقد وجد تسع أسر تداولت الحكم على التوالي ووجد فيه ثمانية ملوك ماتوا اغتيالا أو انتحروا.5- كان في يهوذا عاصمة واحدة فقط وهي أورشليم وكان فيها هيكل الرب أما في أسرائيل فقد انتقلت العاصمة من شكيم إلى ترصة ثم إلى السامرة.6- ولم يكن أسرائيل في أمر الدين مستقرا مثلما كان يهوذا بل كان عرضة لتأثير الوثنية وعبادة الأصنام.وقد دامت المملكة الشمالية مدة 210 سنة تقريبا أي من سنة 930 إلى سنة 722 ق.م. وحكمها 19 ملكا (انظر ملوك أسرائيل). ستة من هؤلاء الملوك يستحقون الذكر بنوع خاص وهم:1- يربعام الأول ابن ناباط (931-910 ق.م) وكان قائد الثورة ضد رحبعام، وهو الذي نصب عجول الذهب للعبادة في بيت إيل ودان، وهو الذي دخل في حرب لا طائل تحتها مع يهوذا.2- عمري (885-874 ق.م) وقد نقل عاصمة الملك من ترصة إلى السامرة وأخضع موآب. وترك أثرا قويا في الأمم الغريبة فبعد مضي حكمه بقرن تقريبا كان الأشوريون لا يزالون يدعون أسرائيل باسم [بيت عمري].3- آخاب بن عمري (874-852 ق.م) وقد تزوج إيزابل التي شجعت على عبادة البعل في إسرائيل. وقد عقد حلفا مع يهوذا وآخر مع أرام أنما إلى حين، وكان قد أعان أرام ضد أشور في معركة قرقر سنة 854 ق.م. ولكنه مات فيما بعد في حربه ضد أرام.4- ياهو (842-814 ق.م) وقد أسقط أسرة عمري ووضع حدا لعبادة البعل. وقد أخذ أرام منه معظم شرقي الأردن وفرضت أشور الجزية عليه.5- يربعام الثاني وهو ابن يوآش (785-745 ق.م) وفي أثناء حكمه الطويل بلغت المملكة الشمالية أقصى عظمتها وتقدمت أكثر من أي عصر آخر. فقد استعاد شرقي الأردن من أرام وعمل صلحا مع يهوذا.6- هوشع (730-722 ق.م) وهو آخر ملوك المملكة الشمالية وعندما حاول العصيان على أشور ثارت أشور ضده وأخذت السامرة وكانت هذه نهاية مملكة إسرائيل.وكثيرا ما كانت العلاقات بين أسرائيل ويهوذا علاقات عداوة. فإننا نجد ذكر حروب طاحنة بين أسرائيل ويهوذا أثناء حكم يربعام الأول وبعشا ويوآش وفقح. أنما تحسنت العلاقات أثناء حكم أسرة عمري وأصبحت علاقات مودة وصداقة وقد تزوج يهورام ملك يهوذا عثليا ابنة آخاب ملك أسرائيل.وقد دارت حروب طاحنة بين أرام وإسرائيل. فقد حارب بعشا ملك إسرائيل بنهدد ملك أرام. وقد قتل آخاب أثناء حربه ضد أرام. وقد أخذ الأراميون السامرة أثناء حكم يهورام. وأذل حزائيل ملك أرام إسرائيل أيما أذلال أثناء حكم ياهو ويهوآحاز. ولم تتحالف إسرائيل مع أرام سوى مرتين، وكان التحالف في هاتين المرتين للحرب ضد العدو المشترك أشور، مرة في معركة قرقر في سنة 854 ق.م. والمرة الأخرى أثناء حكم فقح ملك إسرائيل (734-730 ق.م).وقد حكم الأشوريون المملكة الشمالية ولكنهم في النهاية أفنوها. وقد قاوم آخاب أشور ولكن ياهو دفع لأشور جزية. وإذ ضعفت أشور فترة من الزمن تمكنت إسرائيل من النهوض والازدهار وكان هذا أثناء حكم يربعام الثاني. ولكن منحايم (744-735) دفع لأشور جزية فادحة. وقد أراد فقح (734-730) أن يقاوم أشور فغزا ملك أشور أقليم الجليل من أملاك إسرائيل وأخذ في الأسر عددا كبيرا من الشعب. وقد حاول هوشع (730-722) أن يقوم بثورة على أشور فما كان من شلمناصر الخامس ملك أشور إلا أن جاء وحاصر السامرة، ومن بعده جاء سرجون الثاني وافتتح المدينة وأخذ كثيرين من الشعب أسرى إلى أشور (2 مل 18: 10 و11). ويرى كاتب الأصحاح السابع عشر من سفر الملوك الثاني في هذا الدمار الذي حل بمملكة أسرائيل قضاء الله العادل جزاء خطيتهم وعبادتهم الوثنية. وقد جاء ملك أشور بقوم من أشور وأسكنهم مع الباقين في البلاد من شعب إسرائيل فاختلطوا بهم وجاء السامريون نتيجة لهذا الاختلاط.ومع أن الكتاب المقدس يوقع القضاء الشديد على عبادة أسرائيل الوثنية وانتشار عبادة الأصنام بينهم إلا أننا نرى عددا من الأنبياء العظام الذين قاموا برسالتهم في ربوع إسرائيل والذين كان لهم نصيب فذ في أحقاق الحق وفي رفع منار الدين الحق. ومع أن أخيا النبي هو الذي شجع يربعام على العصيان على رحبعام إلا أنه وبخه أشد التوبيخ لأنه أقام عجلي الذهب (1 مل 11: 26-40، 14: 1-16). وقد استخدم الرب إيليا في أرجاع الشعب عن عبادة البعليم إلى الرب (1 مل 18) وقد وبخ إيليا آخاب أيما توبيخ لأجل ظلمه وجوره (1 مل 21). وحذر ميخا بن يملة من قضاء الله (1 مل 22: 5-33).وقد أرسل إليشع رجلا من قبله لكي يمسح ياهو ولكي يسقط بيت عمري ويبطل عبادة البعل (2 مل 9: 1-10) وشجع أليشع أيضا يهورام ويوآش على مقاومة الأراميين (2 مل 6 و7، 13: 14-19). وقد اشتهر يونان بن أمتاي بمناداته لنينوى ولكنه أيضا شجع يربعام الثاني فحاز انتصارات على أرام (2 مل 14: 25). وكان عاموس من أرض يهوذا ولكنه قام بعمله النبوي في أسرائيل. وقد أعلن قضاء الله على ظلمهم وعلى العبادة الطقسية الفرضية التي يمارسونها وحذرهم من الأسر والسبي العتيدين (عاموس 5). وقد اضطلع هوشع بمهمته النبوية في أشد الأيام قتاما في تاريخ أسرائيل، وقد أعلن قضاء الله على الشعب بسبب خيانتهم لله والفقراء ودعاهم للتوبة وحذرهم من القضاء الآتي.4- يستعمل الاسم [أسرائيل] و[أسرائيليون] بمعنى روحي ففي أش49: 3 يدعو الله أسرائيل [عبدي] والأشارة هنا إلى شعب الله الروحي الأمين وفي الرسالة إلى رو9: 6 يفرق بولس بين أسرائيل حسب الجسد وأسرائيل حسب الروح. وفي رو9: 4 و5 يذكر الرسول امتيازات الأسرائيليين وفي 2 كو 11: 22 يتكلم عن نفسه بأنه ليس عبرانيا فحسب بل أنه أسرائيلي وفرد من شعب العهد. ويقول يسوع المسيح عن نثنائيل أنه أسرائيلي حقا لا غش فيه (يو1: 47) ولا يشير إلى قوميته فحسب بل يشير إلى أيمانه وأخلاصه.أَرْضَ إِسْرَائيِلَ: انظر [كنعان وفلسطين].