يَخْتَارَ - مُخْتَارَ - اختيار
اقترنت كلمة [مُخْتَارَ] ببعض الأشخاص في العهدين القديم والجديد (أش65: 9 ومت24: 22 ومر13: 27 ولو18: 7 ورو8: 33 وكو3: 12 وتي1: 1). وجاء في العهد الجديد عبارات تحمل معنى الاختيار كقوله [\لْمُخْتَارَةُ مَعَكُمْ] (1 بط 5: 13)، [قَصْدُ \للهِ حَسَبَ \لاِخْتِيَارِ] (رو9: 11)، [\خْتِيَارِ \لنِّعْمَةِ] (رو11: 5)،[مِنَ \للهِ \خْتِيَارَكُمْ] (1 تس 1: 4)،[دَعْوَتَكُمْ وَ\خْتِيَارَكُمْ] (2 بط 1: 10). وتدل هذه النصوص الكتابية وغيرها على أن الاختيار عمل من أعمال الله يقصد به أن يختار قوما من البشر ويخلصهم لكي تكون لهم به علاقة خاصة. وسر هذا الاختيار فوق إدراك البشر، أما أثره فيعرفه البشر ويدركونه، بل أن الكتاب يحثهم على التحقق منه. العنصر السري في الاختيار إذا ينحصر في أنه عمل الله ومن ذا الذي يعرف فكر الله? وهو ليس من ابتداع البشر وليس في مقدورهم (رو9: 11) وهو يتصل بقدرة الله وحريته في أن يعمل كما يشاء. وكذلك يتصل الاختيار بأعمال عناية الله وبمعاملاته للبشر. انظر مثلا يعقوب وعيسو (رو9) [لِكَيْ يَثْبُتَ قَصْدُ \للهِ حَسَبَ \لاِخْتِيَارِ]. الاختيار في العهد القديم: ويظهر الاختيار في العهد القديم في أن الله اختار جماعة خاصة لغرض خاص (تث4: 37، 7: 6-8، 10: 15، 14: 2 و1 مل 3: 8 وأش14: 1 وحج2: 4 و5). وكثيرا ما يذكر الله هذا الشعب بأن اختياره له لا يتوقف على فضيلة فيه أو على استحقاق من جانبه إنما تم نعمة من الله وفضلا (تث7: 6-8). وفي اختيار الله لهذا الشعب، اختار الله أفرادا ليكونوا أداة إعلان ومنفذي إرادته وقصده فقد اختار: 1- ملوكا (1 صم 10: 24، 12: 13 و2 صم 6: 21 و1 مل 8: 16 و1 أخ 28: 5، 29: 1). 2- اختار أنبياء (1 صم 3: 4 وأش6: 8 و9 وأر1: 4 و5 وحز2: 1-3 وعا7: 15). 3- اختار أماكن العبادة (تث12: 11). والاختيار في العهد الجديد: يشير إلى أن البشر الذين هم غاية الاختيار هم جماعة المخلصين المفديين، وهؤلاء هم شعب الله الخاص والجنس المختار الجديد الذي حل محل الشعب المختار في العهد القديم، ولذا فلهذا الشعب الجديد امتيازات خاصة كما أن له مسؤوليات خاصة تتعلق بمكانته في ملكوت الله وخدمته لذلك الملكوت. والامتيازات التي يمنحها الله لهذه الجماعة لا تنبعث منها ولا تنبثق من ذاتيتها بل أنها نعمة من الله يهبها، فضلا وعلى غير استحقاق من جانب المنعم عليهم، فهي عمل إلهي خالص تتم فيه شروط وامتيازات العهد الجديد التي تحدث عنها إرميا في (ص31: 31) وما بعده، فأن خطايا هذا الشعب لا تذكر فيما بعد، وأن شريعة الله سوف تكتب في قلوبهم. ثم إن من تسمى باسم المسيح دون أن يكون له نصيب من روح المسيح وحياته فهو ليس من المسيح في شيء (رو8: 9 وغلا6: 15 و16) فالجماعة المختارة بحسب تعليم العهد الجديد هي إذا شركة أفراد كل منهم شملته نعمة الله المجانية التي تظهر في حياة جديدة يمنحها الله لهذا الفرد (1 بط 1: 3 ورو11: 4-7). مُخْتَارِ \للهُ: وقد دعي المسيح مختار الله أي أن ابن الله الأزلي القدير وابن الإنسان قد وقع عليه اختيار الله لتنفيذ قصده في الخلاص (أش42: 1 ومت12: 18 ولو9: 35، 23: 25).