نبوخذناصر، نبوخذنصر

اسم بابلي معناه [نبو حامي الحدود] وهو ابن نبوبلاسر وخليفته في الجلوس على عرش مدينة بابل وحكم الإمبراطورية البابلية في ما بين النهرين وسورية. وكان أبوه قد أسس الدولة البابلية الجديدة سنة 625 ق.م. منهيا بذلك حكم الأمبراطورية الأشورية. وبعد ثلاثة عشرة سنة سقطت نينوى، بعدما حاصرها نبوبلاسر ملك بابل وكياكسريس ملك مادي. وهاجم فرعون نخو ملك مصر، فلسطين ليحمي مصالح مصر في سورية الجنوبية (2 مل 23: 29 و2 أخ 35: 20) وحارب ملك يهوذا في مجدو سنة 608 ق.م. وقتله في المعركة. ولم يقنع نخو بامتلاك فلسطين، بل عاد إلى مصر وأعد جيشا جديدا ليصل به إلى الفرات ويقطع الطريق على البابليين ويستولي على تركة الأشوريين. فأرسل نبوبلاسر ابنه، نبوخذنصر، ليقف في وجه نخو، ولمع اسم نبوخذنصر حينما دشن خبرته العسكرية بالتغلب على نخو وجيشه معه من السوريين وقتل الآلاف منهم، في واقعة قرقميش سنة 605 ق.م. (2 مل 24: 7 وإر46: 2) واستولى نبوخذنصر على ما خلفه نخو وراءه من ممتلكات، في سورية وفلسطين. وجاء إلى القدس وسبى بعض سكانها، ومن بينهم دانيال ورفاقه (دا1: 1-4). ولكنه ما أن وصله نعي أبيه حتى أسرع بالعودة إلى بابل، وأعلن نفسه خليفة لأبيه سنة 605 ق.م. ولم يكتف نبوخذنصر بامتلاك القدس وأخذ بعض سكانها أسرى، بل أمر رجاله بأخذ جماعات أخرى من السكان ونقلهم إلى بابل، من القدس وفينيقية ومصر. واستمر يحكم أرض يهوذا، ويتسلم الضرائب، مدة ثلاث سنين. وكان ملكها حينئذ يهوياقيم (2 مل 24: 1) وفي سنة 602 ق.م. عصي يهوياقيم مغتنما فرصة حروب نبوخذنصر في مناطق أخرى من إمبراطوريته واشتغاله عن فلسطين لبعدها عن بابل، ولكن نبوخذنصر تغلب على أعدائه بسرعة، وعاد إلى فلسطين بجيش جرار، واحتل القدس وقضى على الثورة واعتقل يهوياقيم ثم أطلق سراحه وعين ملكا جديدا مكانه، يهوياكين (2 أخ 36: 6 و10) ولكن يهوياكين ثار من جديد، فجاء نبوخذنصر للمرة الثالثة واحتل المدينة وسبى السكان إلى بابل واستولى على بيت الرب ومحتوياته (2 مل 24: 12-16). ونصب نبوخذنصر متنيا ملكا، وغير اسمه إلى صدقيا. وحافظ صدقيا على ولائه لنبوخذنصر حوالي ثماني سنوات ولكنه في السنة التاسعة طمع في الاستقلال، بعد أن علم باقتراب الجيش المصري من مملكته، وأمل في أن يساعده ذلك الجيش ضد البابليين (إر37: 5) إلا أن نبوخذنصر لم يمهله. فقد احتل القدس للمرة الرابعة، بعد حصار شديد، وقتل ابني صدقيا أمام أبيهما، ثم قلع عينيه وحمله أسيرا إلى بابل سنة 587 ق.م. (2 مل 25: 7) وأحرق نبوخذنصر هيكل الرب، وأخذ آلاف السكان أسرى (2 أخ 36: 5-21 وإر39 و52). أما إرميا، وكان قد تنبأ بما حدث، فقد أوصى به نبوخذنصر خيرا (إر39: 11-14). ثم حاصر نبوخذنصر صور، وباقي مدن الساحل الفينيقي، واحتلها وعامل سكانها بقسوة (حز29: 18). وفي سنة 582 ق.م. حمل من جديد على أواسط سورية. وبلاد العمونيين والموآبيين (إر52: 30) ثم غزا مصر سنة 567 ق.م. (حز29: 19). وقام نبوخذنصر في باقي سني حياته بفتوحات أخرى ليست لدينا تفاصيلها. وكان من عادته أن ينقل سكان أمبراطوريته من مكان إلى آخر ليضمن ولائهم ويستعمل قواهم في مشاريعه العمرانية. وعلى هذا النمط عامل سكان مدينة القدس وتمكن من بناء قصور ومدن وأسوار وقلاع وهياكل كثيرة، لا تزال أثارها شاهدة على نمو العمران في عهده. وإليه ينسب بناء الجنائن المعلقة وحفر القنوات للري من مياه شط العرب. وقد سماه دانيال ملك الملوك (دا2: 37). وتخبرنا الإصحاحات الأربعة الأولى من سفر دانيال ببعض أخبار نبوخذنصر. ومنها خبر جنون الملك. والحقيقة أن نبوخذنصر أصيب بنوع من الجنون يظن المصاب به نفسه أنه تحول إلى حيوان. وقد ظن نبوخذنصر أنه تحول إلى ثور، وخرج يرعى في الحقول (دا4). وعلى أثر مرضه مات، بعد أن ملك ثلاثا وأربعين سنة. وكان موته سنة 562 ق.م. وأخبار نبوخذنصر موجودة في أسفار الملوك والأخبار وعزرا ونحميا وإرميا ودانيال. وآثاره في بابل وما وجد له من مخلفات في أماكن أخرى من إمبراطوريته الواسعة، تعزز أخبار الكتاب عنه. وقد بنى بنوخذنصر في بابل سورين حول المدنية وأبواب الإلهة أشتار أو عشتار، وشارع للمواكب ومعابد وزيجورات أو هيكل مدرج على شكل هرم وهو شبيه بالزيجورات التي أطلقوا عليها اسم [برج بابل] والحدائق المعلقة التي كانت تعتبر إحدى عجائب الدنيا السبع كما حفر في بابل قنوات الماء (دا4: 30).

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جدول بالنباتات والحيوانات المذكورة في الكتاب المقدس

أفنيكي

فهرس بجميع الكلمات

آبَلِ بَيْتِ مَعْكَةَ

مجور مسابيب

ميليتس

إِشَعْيَاءَ

رِسَالَةُ - وَرَسَائِلَ

جِبِعُونَ

أَبُلُّوسُ