جُنُودِ
تدل عبارة [رب الجنود] على أن الرب هو إله القوات في السموات وعلى الأرض كما قال داود لجليات [أنت تأتي إلي بسيف وبرمح وبترس. وأنا آتي إليك باسم رب الجنود] (1صم 17: 45) والنبي إشعياء يقول [هَكَذَا يَنْزِلُ رَبُّ \لْجُنُودِ لِلْمُحَارَبَةِ] (إش31: 4) كما تدل العبارة [رَبُّ \لْجُنُودِ] على أن الله إله مهوب وكل قوى الكون جنود له بأقسامها الروحية والمادية التي لها صفوف وتنظيمات مرتبة بأمره.1- أحد هذه التنظيمات الملائكة، أنه الرب إله الجنود والذي ظهر ليعقوب في بيت إيل لما رأى السلم وملائكة الله يصعدون وينزلون (تك28: 12 و13 وهو12: 4 و5). [لأَنَّهُ مَنْ فِي \لسَّمَاءِ يُعَادِلُ \لرَّبَّ؟ مَنْ يُشْبِهُ \لرَّبَّ بَيْنَ أَبْنَاءِ \للهِ؟ 7 إِلَهٌ مَهُوبٌ جِدّاً فِي مُؤَامَرَةِ \لْقِدِّيسِينَ، وَمَخُوفٌ عِنْدَ جَمِيعِ \لَّذِينَ حَوْلَهُ] (مز89: 6-8). 2- وتنظيم آخر هو النجوم والكواكب في ترتيبها الجميل وهيئتها العجيبة والرب قائدها. ويدعو النبي إشعياء الذين يريدون معرفة الله أن يرفعوا إلى العلاء عيونهم وينظروا جند السماء (إش40: 26، 45: 12).3- وتنظيم ثالث تشتمل عليه عبارة [رَبُّ \لْجُنُودِ] هو جميع قوى الطبيعة وهي خاضعة لأمر الرب. هو الذي صنعها ويحييها كلها وجند السماء له تسجد (نح9: 6) ويدخل ضمن هذا القسم أن رب الجنود يرسل السيف والجوع والوباء (إر29: 17) وهو [\لْجَاعِلُ \لشَّمْسَ لِلإِضَاءَةِ نَهَاراً، وَفَرَائِضَ \لْقَمَرِ وَ\لنُّجُومِ لِلإِضَاءَةِ لَيْلاً، \لزَّاجِرُ \لْبَحْرَ حِينَ تَعِجُّ أَمْوَاجُهُ، رَبُّ \لْجُنُودِ \سْمُهُ] (إر31: 35). ومجمل القول إن قدماء الإغريق نظروا إلى السماوات فوقهم وإلى الأرض تحتهم ودعوا ما أبصروه الكون أو [كوزموس] وهذه كلمة تدل على جمال الموازنة، والرومان لما اكتشفوا ذات الحركات والعلاقات المتوازنة دعوا كل الخليقة [يونيفرس] والكلمة فيها وحدة وارتباط. وأما العبرانيون فبقوة التصوير الشعري ومعرفتهم بالإله القدير المتسلط. وعلمهم بالترتيب والنظام الظاهرين في كل مكان رأوا جيشا عظيما في العدة وفي العدد ورتب متنوعة تعمل تحت مشيئة واحدة هي مشيئة رب الجنود الملك الذي بيده كل الأمور.