نجم

استرعت النجوم وعددها المتراكم في صفحة الفضاء انتباه الإنسان الشرقي منذ العصور الغبارة (تك22: 17) ومن هنا قام علم الفلك الذي ازدهر ازدهارا عظيما في حضارات ما بين النهرين وتأثرت به باقي حضارت الشرق. أما العبرانيون فلم يكونوا يميزون كثيرا بين النجوم والسيارات. غير أنهم عرفوا بعض أسمائها، مثل النعش والثريا (أي9: 9، 38: 31 و32). كما أنهم أرخوا حياتهم ونظموا أوقاتها اعتمادا على مواقع بعض النجوم وحركاتها، وكانت النجوم عند اليهود دليلا على عمل الله المعجزي في خلق الكون (تك1: 16 ومز8: 3) وعلى سيطرة الله على الكون (إش13: 10 وإر31: 35) وعلى تمجيد الله (مز19: 1) وقد رمز إلى النجوم بالعدد الكبير، لكثرة نجوم السماء (تك15: 5، 22: 17، 26: 4 إلخ) مثل رمل البحر وشعر الرأس. كما رمز إلى النجوم بالرؤساء وخدمة الدين والملائكة (دا8: 10 ورؤ1: 16 و20 وأي38: 7). المسيح سمي كوكب الصبح المنير (رؤ22: 16) وكوكب يعقوب (عد24: 17). وكان للنجوم سلطان على الوثنيين، وعلى عبادة الأصنام من اليهود، ممن وجدوا فيها مظاهر غريبة تستحق العبادة نفسها بدل عبادة خالقها وصانعها وهكذا أصبحت النجوم معبودات للكثيرين (تث4: 19 و2 مل 17: 16) وبنيت لها المعابد والمذابح وقدمت التقدمات (2 مل 21: 5، 23: 5) وكان عباد النجوم يؤمنون أنها تدير الكون والبشر أنفسهم (أي38: 31). وكان عباد الكواكب يعتقدون بأنها تنبؤهم بالمستقبل [انظر منجمون]. أما قول دبورة، القاضية، أن النجوم حاربت سيسرا (قض5: 20) فإن هذا يشير إلى أن الله يسخر قوى الطبيعة في أتمام مقاصده ونصرة المؤمنين به. وورد في الكتاب بعض النجوم بوجه خاص: أولا: نجوم رمزية: كوكب الصبح (2 بط 1: 19) أنه رمز لمجيء المسيح الثاني الذي يبدد الظلمة، ويستعمله كاتب سفر الرؤيا (رؤ2: 28) بمعنى المؤمن الذي ينير كالنجوم في عالم البشر المظلم. ثم أنه يستعمله في رؤ22: 16 رمزا للمسيح الذي هو النور الهادي إلى الحياة الصالحة. ثانيا: النجم الذي ظهر للمجوس (مت2: 1-21). واعتقاد معظم الناس أنه ظاهرة خارقة، فوق الطبيعة المألوفة، قصد الله منها أرشاد المجوس إلى مزود المسيح الطفل، تتمة لنبوؤة بلعام التي كانوا يعرفونها (عد24: 17). وقد أدى النجم مهمته وقاد المجوس من موطنهم في بلاد الفرس إلى القدس ثم إلى بيت لحم. ويعتقد آخرون أن النجم له معنى آخر. وكان اليهود يؤمنون أن مثل هذا الاقتران قد حصل يوم مولد موسى، وأنه لا بد سيحصل يوم مولد المسيح. وقد اكتشف العالم الطبيعي كبلر أمر هذا الاقتران في القرن السابع عشر للميلاد. فقد لاحظ كبلر أول اقتران بين المشترى وزحل في الشهر الأخير من سنة 1603. ثم انضم إليهما، في السنة التالية، كوكبان، أحدهما مارس (المريخ). وبحث كبلر في الموضوع ووجد أن اقتران مثل هذا حصل حوالي سنة 6 ق.م. ونحن نعلم أن مولد المسيح كان سنة 4 ق.م. وهذا يعني أن ظهور النجم للمجوس لم يكن أمرا غريبا.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جدول بالنباتات والحيوانات المذكورة في الكتاب المقدس

أفنيكي

فهرس بجميع الكلمات

آبَلِ بَيْتِ مَعْكَةَ

مجور مسابيب

ميليتس

إِشَعْيَاءَ

رِسَالَةُ - وَرَسَائِلَ

جِبِعُونَ

أَبُلُّوسُ