الأِسْكَنْدَرِيّة

مدينة على شاطئ مصر الشمالي، أسسها الأسكندر الكبير في سنة 332 ق.م. وقد سميت باسمه. وكانت الأسكندرية تشتمل البلدة المصرية القديمة ركوتس التي كانت قبل تأسيس الأسكندرية، وتبعد 14 ميلا غربي مصب فرع كانوب (رشيد) أحد فرعي النيل الرئيسيين، وكانت تقع على قطعة من الأرض بين بحيرة مريوط والبحر الأبيض المتوسط. وقد بني حاجز في وسط المياه طوله ميل يوصل بين الشاطئ وجزيرة فاروس، وقد ساعد هذا الحاجز على جعل ميناء الأسكندرية أحسن ميناء في مصر. وأقيم على جزيرة فاروس فنار ارتفاعه أربعمائة قدم وكان يعتبر إحدى عجائب الدنيا القديمة السبع. وأصبحت الأسكندرية بعد تأسيسها مركزا للتجارة بين الشرق والغرب وقد زاد عدد سكانها إلى أن بلغ 600000 نسمة. وقد كانت مدينة الإسكندرية عاصمة البلاد المصرية طوال عصر البطالسة والرومان والبيزنطيين إلى الفتح العربي في عام 640 ميلادي. وكانت الميوزيوم (المتحف) مركزا للدراسة العلمية وكانت مكتبة الإسكندرية أكبر مكتبة في العالم القديم إذ كانت تضم ما يزيد على 500000 مجلد. وكان من أهم معابدها السرابيوم، هيكل الإله سرابيس وهو إله مكون من امتزاج الإله أوزوريس بالإله أبيس. ويظن بعضهم أنه خليط من زيوس الإله اليوناني وأوزوريس إله العالم الآخر عند المصريين القدماء. وأعظم ما تبقى من آثار الأسكندرية هو ما يسمى خطأ عمود بمباي. ولكنه في الحقيقة عمود دقلديانوس الذي أقامه حوالي سنة 303 م. ويسمى عمود السواري، ويحتمل أنه كان منصوبا في السرابيوم. وسراديب المقابر التي في كوم الشقافة تظهر امتزاجا بين الفن الإغريقي والفن المصري والديانة الإغريقية والديانة المصرية القديمة.وقد منح البطالسة اليهود امتيازات خاصة في الإسكندرية فأقبلوا إليها بكثرة حتى كانوا يسكنون قسمين من أقسام المدينة الخمسة. وقد ترجم العهد القديم من العبرانية إلى اليونانية في مدينة الإسكندرية وقد بدأت ترجمته حوالي عام 285 ق.م. في عصر الملك بطليموس فيلادلفس. وهذه هي الترجمة المعروفة بالترجمة السبعينية. وقد حاول الفيلسوف اليهودي فيلو أن يوفق بين الفلسفة الإغريقية والوحي عند العبرانيين وقد فسر العهد القديم تفسيرا مجازيا وعاش فيلو في القرن الأول الميلادي.ويشير دانيال 11 إلى البطالسة في الإسكندرية كملوك الجنوب. وقد حاور أستفانوس مجمعا في أورشليم كان بعض أعضاؤه من يهود الإسكندرية (أع6: 9). وكان أبلوس مثلا للثقافة اليهودية في الأسكندرية (أع18: 24). وتظهر أهمية المدينة التجارية من أن الرسول بولس في ميرا في ليكية بآسيا الصغرى نزل في سفينة أسكندرية محملة بالحبوب إلى أيطاليا في رحلته إلى روما (أع27: 6) وأتم رحلته من مالطة إلى أيطاليا على سفينة أسكندرية أخرى (أع28: 11).ويقول التقليد أن مرقس البشير حمل رسالة الإنجيل إلى الأسكندرية وأنه استشهد هناك. وأصبحت المدينة فيما بعد مركزا للثقافة والتعليم المسيحيين وبخاصة في عصر أكليمندس الأسكندري وأوريجانوس. وأهم المخطوطات اليونانية للكتاب المقدس كتبت على الأرجح في مدينة الأسكندرية، وخاصة تلك المخطوطات المسماة بنسخة الأسكندرية، ونسخة الفاتيكان والنسخة السينائية.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جدول بالنباتات والحيوانات المذكورة في الكتاب المقدس

أفنيكي

فهرس بجميع الكلمات

آبَلِ بَيْتِ مَعْكَةَ

مجور مسابيب

ميليتس

إِشَعْيَاءَ

رِسَالَةُ - وَرَسَائِلَ

جِبِعُونَ

أَبُلُّوسُ