مَدْرَسَةَ
وجدت المدارس في بابل وفي مصر في عصور مبكرة في التاريخ ملحقة بالهياكل والمعابد ولم يكن للعبرانيين في الأزمنة القديمة مدارس بالمعنى المتداول الآن. أما التعليم فلم يكن منعدما. فقد كان الوالدون يعلمون أولادهم تعليما دينيا (تك18: 19 وتث6: 7) وتذكر الأبوكريفا في سفر سوسنا 3 شيئا عن هذا التعليم الديني. ونرى في العهد الجديد إشارة واضحة إلى وجود هذا النوع من التعليم (2 تي 3: 15( أما الكبار فقد كانوا يتلقون التهذيب الديني على أيدي الكهنة واللاويين الذين كانوا في المقدس أو في المدن التي عينت لهم في جميع أنحاء البلاد. بل كثيرا ما كان هؤلاء الكهنة واللاويون يطوفون في جميع أنحاء البلاد لكي يعلموا الشعب سنن الشريعة وفرائضها (لا10: 11 و2 أخ 17: 7-9 وحج2: 11). وكانوا كل سبع سنين يقرأون الشريعة جهارا في عيد المظال على مسامع جماعة الشعب (تث31: 10-13) وكانت الأعياد والأناشيد والترانيم التي كتبت لهذا الغرض (تث31: 19 و30، 32: 1-433( تحيي ذكرى هذه الحوادث التي حدثت في نشأة الأمة والتي جعلتها تعبد الرب فاديها والذي أحسن إليها. وقد أذاع الأنبياء المعرفة الدينية بمناداتهم، وأنهضوا الحياة الدينية في بلادهم وكانت المعاملات التجارية والنظم القضائية تجرى في الشوارع والميادين والساحات على مرأى من الناس ولذا فكانت من أهم الوسائل لتثقيف الشعب وتعليمه بالنظر والسمع ويغلب على الظن أن القراءة والكتابة كانت مألوفة لدى كثيرين من الشبان حتى في العصور المبكرة (قض8: 14 وإش10: 19). أما في العصر الإغريقي – الرومان فكانوا يوجهون عناية عظمى نحو تهذيب النشء وتعليمهم. وكانت تلحق بالمجامع مدارس أولية حيث كان يتعلم الأطفال أن يقرأوا الكتب المقدسة وأن يكتبوا. وكانوا يتعلمون أيضا شيئا من علم الحساب. وفي نحو عام75 ق.م. صار التعليم الابتدائي إلزاميا. وقد حددت سن الالتحاق بهذه المدارس في عصر غمالائيل. فكان يلحق الأطفال بالمدارس في ذلك الحين عندما يبلغون السادسة من العمر. وكانوا يستخدمون الرقيق وغيرهم كمعلمين يقومون بتعليم أبناء الأغنياء. وكان الكتبة يقومون بالتعليم الذي يلي التعليم الابتدائي. وكانت الموضوعات التي يعلمونها تتناول الشريعة. وقد أقيمت قاعات للدرس ألحقت بالهيكل في أورشليم أما في المدن الأخرى فكانت تلحق بالمجمع قاعة وكانت تستخدم لإلقاء المحاضرات (لو2: 46). وكان التعليم على الغالب، بالمجان ولكن يقال أنه في عصر هيرودس الكبير كان حارس الباب يجمع نقودا كرسم للدخول. ولم يكن تعليم التلاميذ قاصرا على هذه الوسائل فإنه بالإضافة إلى هذه كان رجال العلم يقيمون منافسات ومناظرات علنية بين بعضهم البعض يحضرها الذين يرغبون في العلم ومن يريدون التعليم. وكان المسيح يعلم في المجمع وفي رواق الهيكل (مر6: 2 ويو10: 23).ويرجح أن غمالائيل كان رئيسا لمدرسة للدراسات العليا وكان ذا شهرة بالغة كأستاذ )أع22: 3) ويقال أن كرسي الأستاذ أو المعلم كانت مرتفعة عن سطح أرض حجرة الدرس حتى أن قدميه كانتا في موازنة رؤوس التلاميذ. ويرجح بأن الآية المشار إليها سابقا مجازية ويراد بها أن غمالائيل كان أستاذا مشهورا وأن له في التعليم مكانة ممتازة.)انظر: [ولد]، [تلميذ]، [مؤدب]).